الكفر امة واحدة :
[٧٣] كما ان المؤمنين امة واحدة بالرغم من اختلاف اقاليمهم ولغاتهم وطموحاتهم ، كذلك الكفار يجب النظر إليهم كأمة واحدة ، وعدم التلاحم والتعاون مع جهة منها ضد جهة اخرى ، لان حبال الارتباط بين هذه الجهة وتلك امتن من الصلة بيننا وبين أحد الطرفين ، وفي ساعة المواجهة يتفق الجميع ضدنا.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ)
وإذا اختلطت الأوراق وتعاون المسلمون مع طائفة من الكفار باعتبارهم أهون عداء من طائفة اخرى ، فتحالفوا مع الشرق ضد الغرب ، أو أوروبا دون امريكا أو ما أشبه فان ذلك يسبب فتنة وفسادا.
(إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ)
الفتنة هنا ـ حسبما يبدو لي ـ النفاق والضلالة ، وتشويش الرؤية وافتقاد البصيرة الرسالية ، مثل تبدل الثقافة الاصيلة والنقية بثقافات متناقضة مختلطة ذات أصول اجنبية ، تماما مثل ثقافة الأحزاب السياسية في بلادنا الذين يأخذون افكارا من الغرب والشرق ، وافكارا من الدين والتقاليد ويمزجونها ببعضها ليصنعوا منها ثقافة غربية غير متجانسة.
وبسبب الصلات الوثيقة التي تربط أبناء الامة الاسلامية بهذا الجانب الكافر أو ذاك بهذا السبب تنتشر بينها مثل هذه الثقافة الباطلة ، التي تبعد عن الله وعن الحق ، والتي يسميها القرآن ب (الفتنة ).
وهذه الفتنة تنعكس على الواقع الخارجي للامة فتسبب الخلافات الحادة بين أبناء الامة المحتفظين بخط الدين الأصيل وبين أولئك الذين تأثروا بالغرب أو