زين لهم الاعتداء. حتى غيروا أحكام الله من أجله ، وهكذا لو جعل الفرد هدفه غير مرضاة الله وغيّر أحكام الله للوصول اليه ، وبرر فعلته الاجرامية. بأن الغاية تبرر الوسيلة.
بيد أن العملية كلها تسبب الضلالة والجحود لأن القلب البشري الذي يستهدف الوصول الى مطامع ذاتية لا يبحث عن الحقيقة ، فلا يهتدي إليها.
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ)
ذلك لأن الكفر ـ وهو هنا المخالفة العملية للواجبات ـ يؤثر على العقل فيسلب منه ور المعرفة.
[٣٨] قلنا ان أهم شيء يحدد فكر البشر وسلوكه هو هدفه الذي زين له فعشق الوصول اليه فاذا كان هدفه الله واليوم الآخر فانه كما السائق الرشيد يقود سائر العجلات والاجهزة في سيارة الحياة على الطريق السليم وإلّا فان كل العجلات تسير في طريق الانحراف والهلاك. وهكذا ضلّ الكافرون ضلالا ، وهكذا يضل المؤمنون إذا لم يحذروا ويتقوا ويخلصوا أهدافهم ، فلو كان هدف الفرد المتعة في الحياة الدنيا لترك الجهاد في سبيل الله خوف الموت. وتثاقل عن تنفيذ أوامر الله.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)
أي تثاقلتم وتباطأتم ، وبرّرتم بتبريرات هدفها تأخير الحرب. مرة تقولون : الآن وقت الحر القائظ. أ فلا ننتظر حتى يعتدل الجو ، ومرة تقولون : البرد شديد فلننتظر قليلا حتى تخفف وطأته ، ومرة تبررون بعدم الاستعداد الكافي للمعركة.
والنفور والتحرك في سبيل الله لا يختص بالحروب. إذ كل سعي نفر كما