جاء : (النفر : الخروج الى الشيء لأمر هيّج عليه. ومنه نفور الدابة ). (١)
ومما يؤسف له ان الكثير منا يبطئ العمل في سبيل الله بحجة أو بأخرى ، والحجج كلها باطلة والسبب الحقيقي كامن في حب الدنيا.
(أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ)
ان المؤمن الواعي يجب ان يكون مقتلعا من الأرض. متحررا من جاذبية المادة. مندفعا في الاتجاه السليم الذي يأمر به الله لان المتعة البسيطة في الدنيا لا تعادل أبدا راحة الاخرة. ان الدنيا زائلة قصيرة والمتعة فيها مشوبة بالصعاب بينما الاخرة باقية خالدة ومتعتها خالصة لا يشوبها خوف أو حزن.
سنّة التحرك في الحياة :
[٣٩] التيار الرسالي يندفع في الحياة ، كما سيل جارف يرعاه رب السماء ، وتحركه كل سنن الحياة وانظمتها ، فاذا تركت أنا الجهاد فانما أشذ عن حركة عظيمة وأهلكت نفسي.
(إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً)
فالراحة المنشودة من وراء ترك السعي والتحرك تتبدل بعذاب أتجرع ألمه.
(وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ)
والتعزز والأنفة يسببان الاستغناء عني وعزلي عن شرف المسؤولية.
__________________
(١) المصدر ٣٠.