والآخرة ، ولا أحد يواليهم أو ينصرهم.
رابعا : النفاق صفة كامنة في النفس تظهرها النعمة ، فمن الناس من يتمنى الغنى ويتعهد مع الله ان لو أغناه الله لأعطى حق النعمة فتصدق وعمل عملا صالحا ، ولكن حين أتاه الله من فضله أمسى بخيلا بالنعمة ، وعمل عملا سيئا مما كرّس في ذاته حالة النفاق الى يوم القيامة وذلك بسبب خلفهم لوعدهم ونكثهم لعهدهم مع الله ، ولكن ذلك الوعد كان كاذبا منذ الأساس ، وكان الله عالما بقلوبهم ، كما ان تبريراتهم الجديدة كاذبة هي الاخرى مثل تسويف الإنفاق ليوم الحصاد أو ربح التجارة.
من صفات المنافقين :
[٧٤] ان من صفات المنافقين ، الحلف الكاذب بالله ذلك لأنهم يعرفون انهم متهمون.
(يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ)
وقد يكون هؤلاء قد قالوا كلمة ضد السلطة الاسلامية وقيادة الرسول واعتبرها القرآن كلمة الكفر. بينما اعتبروها كلمة عاديّة ، وهكذا المنافقون في كل يوم يزعمون ان الكفر ينحصر فقط في سبّ الله تعالى ، وانكار وجوده سبحانه بينما ليس الأمر كذلك ، بل مناهضة سلطة الإسلام أو مخالفة ثورة المسلمين الصادقين ضد سلطات الطاغوت هي الاخرى كفر. لذلك أكد القرآن على ان كل ذلك يعتبر كفرا بعد إسلام.
(وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ)
والإسلام هنا ـ كما يبدو ـ هو التسليم لله وللرسول والخضوع للقيادة الرسالية