أساس المسجد واهدافه :
[١٠٨] وينهى الله رسوله وبحزم بالغ ألّا يقوم في هذا المسجد أبدا.
(لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً)
فحتى لو كان البناء باسم المسجد فانه لا يكتسب شرعية ، لأنه مبني بهدف الفساد والكفر ، وقيام الرسول أو القيادة الرسالية في مثل هذه المساجد التي بنيت لتكريس سلطة الطغاة أو لتحقيق قيم الجاهلية يعطي شرعية زائفة لها.
(لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ)
والتقوى هنا تفسّر بما سبق وهو : أن يكون هدف بناء المسجد النفع لجميع الناس من الناحية الاقتصادية والاجتماعية ، واشاعة قيم الرسالة من الناحية التربويّة وبث روح التحابب والتعاون من الناحية الخلقية والسياسية.
اما من يجتمع في هذا المسجد ويقود مسيرته ، فهم أناس نظيفون هدفهم أولا تزكية ذواتهم ، ثم تربية الناس.
(فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)
فليس هدفهم استغلال الفقراء ، ولا التسلط عليهم باسم الدين ، ولا التعالي عليهم باسم العلم والفضيلة ، بل هم بدورهم يبحثون عن الطهارة ، ويهدفون تكميل شخصياتهم ، وبذلك يضربون مثلا حيّا لمن يقوم في المسجد من الناس.
[١٠٩] ان أساس هذا المسجد مختلف عن مسجد الضرار الذي لا أساس له. ان بناء هذا المسجد الرسالي قائم على أساس التقوى ، والبحث عن رضا الله تعالى ، وبالتالي تنفيذ مناهج الرسالة وتحقيق أهدافها بينما قام ذلك المسجد على أساس