متزلزل ، انه قام من أجل الأهواء والمصالح التي لا تثبت على حال. بل تتبع رياح القوة والثروة ، فاذا هبّت الرياح جنوبا أو شرقا تراهم من أفضل خدم الشرق وإذا هبّت شمالا أو غربا تراهم من أفضل تلامذة الغرب وإذا حكم آل كذا! فعلى أهل المسجد التسبيح بحمد آل كذا! وإذا حكم أعداؤهم فعليهم لعن آل كذا!
(أَ فَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى تَقْوى مِنَ اللهِ وَرِضْوانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ)
اي الطرف القريب من المنحدر.
(فَانْهارَ بِهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ)
ان على المسجد ان يكون له ثقل في الواقع الاجتماعي والسياسي يهتدي الناس به كما يهتدون بالنجوم الثابتة. ويطمئنون اليه ويسكنون في ظله كما يطمئن شتات المستضعفين الى الامام الهادي ، وكما يسكن الخائفون الى ركن شديد ، المسجد يعبّئ الطاقات المؤمنة بعد أن كانت متفرقة ويعطيها قوة التجمع بعد ان كانت مستضعفة لذلك يجب ان يكون المسجد مستقلا عن متغيّرات السياسة ، ويجب أن يكون أئمة المساجد مستقلين عن السلطات ، أما إذا كانوا أقمارا في فلك السياسة المتغيّرة فان الله لا يهديهم طريقا لأنهم ظالمون لأنفسهم ولدورهم الرسالي.
(وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
الشك والاهداف القصيرة :
[١١٠] وهذا المسجد القائم على أساس الظلم يبقى من دون أساس حتى بناة المسجد لا يعتمدون عليه ولا يزالون يشكّون فيه.