الله ، لذلك كان علينا القيام بعملنا وهو الرمي والقتال ، وبذل كل جهد ممكن في ساحة الحرب دون ان نكتفي بذلك أو نغتر به أو نعمتد عليه ، بل نكتفي بالله ونتوكل عليه.
(فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى)
ويبقى السؤال : إذا كان ربنا هو الذي يرمي فلما ذا يتعب عباده ويأمرهم بالجهاد؟
انما ذلك لكي يفجر مواهب المؤمنين ، ويستخرج كنوز شخصياتهم الكامنة ، وينمي كفاءة كل واحد منهم لان المواجهة تدفع الفرد نحو بذل قصارى جهده لتجنب الفشل والهزيمة ، والطاقة التي يكتشفها المؤمنون في أنفسهم في ساحات المعارك ينتفعون بها أيضا في سائر حقول الحياة.
(وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
يسمع عن قرب ما يجري في الساحة من الحوادث ، ويعلم خلفياتها. لذلك حين يختبر المؤمنين بالحرب ثم يحكم عليهم لا يحكم غيابيا أو عبثا ـ سبحانه ـ بل بسمع وعلم ، وبإحاطة واسعة ومباشرة للحوادث.
الوهن والانتصار
[١٨] كما يسدد ربنا رمية المؤمنين فأنه يوهن كيد الكافرين ، وذلك بإلقاء الرعب في نفوسهم حتى لا ينفذ كل واحد كل المهام الموكلة به ، فتفشل الخطة الموضوعة عندهم لمحاربة المسلمين ، وتنهار إرادتهم وتنهزم نفوسهم.
(ذلِكُمْ)