العدو الضعيف والبعيد الذي لا تحس منه الأمة بخطر مباشر عليها.
فالمسلمون حين كانوا أقوياء ناطحوا الروم الذي أحسّوا بخطرهم المباشر ، وخاضوا معركة تبوك ومؤتة ، ولم يستسلموا للروم ليحاربوا معهم الفرس ، ولم يقولوا : ان الروم أقرب إلينا دينا لأنهم نصارى والفرس مجوس ، ولكن اليوم حيث يشعر المسلمون أولا أقل بعض الأنظمة الحاكمة عليهم بالضعف فإنهم يستسلمون للعدو الأقرب والأخطر ويتحالفون معه ضد العدو الأبعد والأقل خطرا ، فترى البلاد القريبة من الشرق تحارب الغرب بينما تتحالف مع العدو المجاور لها ، كما فعل نظام أفغانستان سابقا خضع لضغوط الروس ، وزعم بأن عدوه الأصيل هو أمريكا لا العدو القابع على بعد أمتار من أراضيه ، وانتهى بهذا العدو الى التحرك والقيام بانقلاب عسكري ، ثم التدخل العسكري المباشر. ومثلما يفعل اليوم النظام المصري حيث يتحالف مع النظام الاسرائيلي ويوجه أنظار شعبه الى خطر ليبيا الضعيف. أو مثلما تفعله بعض الحركات الاسلامية تهادن النظام الغربي المتسلط على رقاب شعوبهم المستضعفة وتختلق الصراع مع الشيوعية ، وهكذا تتحالف مع العدو النازل في بيتها لتحارب السرّاق الأجانب الذين لا يعرف هل يأتون. أم هم مجرّد بعبع يخوف به السارق الفعلي ضحاياه؟
وهذا الضعف هو الذي خلق جيوب النفاق داخل الأمة الاسلامية ، فقد حاولت الأنظمة الطاغوتية أبدا أن تختلق أعداء وهميين ، وتغذي بعض ضعفاء النفوس بالحقد عليهم. يتّخذ منهم أدوات طيّعة لتحقيق تسلطهم السافر على الناس مثلما فعل نظام شاه إيران السابق مع جيشه الذي ربّاه لمعاداة الشيوعية ، ومثلما يفعل اليوم نظام أفغانستان بجيشه المرتزق الذي يحاول اقناعه بأن العدو رقم واحد لأفغانستان هو (أمريكا ) لا المعتدي الروسي.