موقفنا وموقفهم :
[١٢٤] والمنافقون أبدا يشكّكون بقيمة الآيات القرآنية ، ولا يعرفون مدى انتفاع المؤمنين بها.
(وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)
وهكذا كان موقف المنافقين سلبيّا أمام السور القرآنية بسبب جهلهم بالحاجة الماسة إليها ، بينما المؤمنون فقد كانوا يشعرون بالحاجة لذلك كانوا يستبشرون كلما نزلت عليهم سورة ويتدبّرون فيها وبذلك يزدادون ايمانا فوق ايمانهم.
متى يكون الهدى سببا في الضلال؟
[١٢٥] ولأن المنافقين كانوا يكفرون بالسور الجديدة ، فان ذلك الكفر كان يكرس العناد في ذواتهم ويزيدهم رجسا الى رجسهم.
(وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ)
قلب البشر مزوّد بجهاز رؤية يحدد مساره في شؤون الحياة ، فاذا وجد هذا الجهاز عقبة اجتماعية نبّه القلب الى ضرورة التحدي. وإذا واجه أزمة ذكّر القلب بضرورة مضاعفة السعي ، وإذا أنذر حذّر وإذا بشّر اندفع وهكذا .. فاذا أصيب القلب بمرض وتعطّب الجهاز فان النتائج سوف تكون عكسية وخطيرة. فمثلا حين يواجه عقبة ليس لا ينبّه القلب الى وجودها فقط بل وأيضا يقول انها طريق معبّد ، وإذا وجد أزمة يحسبها رفاها ويحتسب المشكلة رفاها وهكذا.
وهكذا تكون كل ظاهرة خارجية مفيدة لصاحب القلب السليم. بينما تكون