وإذا نظرت الى السماء ، الى مواقع نجومها ، ونظام مجراتها ومنظوماتها الشمسية ، الى تعادل الجاذبية فيها ، الى سعتها وامتدادها بحيث لا يستطيع علم البشر أن يلاحقها ، ولا تقدر الأجهزة التلسكوبية المتطورة أن تبصرنا أبعادها ، وتختفي المسافات العادية لنتحدث عن المسافات النورية فنقول : مليون عام ضوئي يفصل بيننا وبين المجرة الكذائية ، أي أن النور الذي خرج من مصدره وصلنا بعد مليون عام ، بينما يسير النور في كل ثانية مسافة مائة وثمانين ألف ميل ، وإذا أردنا أن نعد أجرامها فسوف يتجاوز الحساب رقم الملايين إلى البلايين ، علما بأن بعض أجرام السماء أكبر من أرضنا ملايين المرات ، حتى لتبدوا أرضنا كحبّة رمل في صحراء مترامية ، من الذي أنشأها ودبّر أمرها ، وحافظ على أنظمتها الحكيمة ، هل أنا وأنت أم هذا الطاغوت وذلك الثري وذلك الكاهن ، أم الله خالق السموات والأرض سبحانه؟!
ولكن حين لا يريد الفرد الايمان ، أو بتعبير آخر حين يصمم على الّا يؤمن بالله مهما كانت آياته واضحة ، فما ذا تغنيه الآيات؟! وماذا تفيده كلمات التحذير والإنذار؟!
(قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ)
عذاب الله متى؟ وكيف؟
[١٠٢] لماذا يصمم البشر على عدم الايمان؟ أو ليس استجابة لشهواته العاجلة ، زاعما ان الكفر يوفر له المزيد من المتع المادية؟ ولكن الحقيقة غير ذلك إذ أن الكفر يسلب منه نعم الله ، ويرديه في واد سحيق.