قال الشيخ جمال الدين : فدل ذلك على أن المنبر الذى احترق غير المنبر الأول الذى عمله معاوية ورفع منبر النبى صلىاللهعليهوسلم فوقه.
قال الفقيه (ق ١٠٢) يعقوب بن أبى بكر : سمعت ذلك ممن أدركت بأن بعض الخلفاء جدد المنبر واتخذوا من بقايا أعواده أمشاطا وأن المنبر المحترق هو الذى جدده الخليفة المذكور وهو الذى أدركه الشيخ محب الدين قبل احتراق المسجد الشريف.
قال الحافظ محب الدين : كتب التاريخ فى سنة ثلاث وتسعين وتوفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة ، وكان احتراق المسجد ليلة الجمعة أول رمضان سنة أربع وخمسين وستمائة كما سيأتى.
قال الشيخ جمال الدين : ثم إن الملك المظفر عمل منبرا وأرسله فى سنة ست وخمسين وستمائة ونصب فى موضع منبر النبى صلىاللهعليهوسلم رمانتان من الصندل ، ولم يزل إلى سنة ست وستين وستمائة عشر سنين يخطب عليه. ثم إن الملك الظاهر أرسل هذا المنبر الموجود اليوم فحمل منبر صاحب اليمن إلى حاصل الحرم وهو باق فيه ونصب هذا مكانه وطوله أربعة أذرع ومن رأسه إلى عتبته سبعة أذرع يزيد قليلا وعدد درجاته سبع بالمقعد والمنقول أن ما بين المنبر ومصلى النبى (ق ١٠٣) صلىاللهعليهوسلم الذى كان يصلى فيه إلى أن توفى صلىاللهعليهوسلم أربعة عشر ذراعا.
وأما الروضة الشريفة فتقدم فى باب الفضائل قوله صلىاللهعليهوسلم «ما بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة» (١) وقد تقدم معنى الحديث.
وفى رواية «ما بين بيتى ومنبرى» (٢).
قال القاضى عياض (٣) قال الطبرى فيه معنيان :
__________________
(١) ورد فى المسند ٣ / ٦٤.
(٢) ورد فى المسند ٢ / ٢٣٦ و ٣٧٦ و ٣٩٧ و ٤٠١ و ٤١٢ و ٤٦٦ و ٥٢٨ و ٥٣٣ و ٥٣٤.
(٣) سبق التعريف به ص : ٤٣.