فى سنة اربع وثلاثين وسبعمائة بعد تواتر أمطار عظيمة وعلا الماء من جنبى السد من دونه مما يلى جبل عين وغيره فجاء سيل (ق ١٣١) طام لا يوصف مجراه على مشهد حمزة رضى الله تعالى عنه وحفروا واديا آخر قبلى جبل عين وبقى المشهد وجبل عين وسط السيل أربعة أشهر ولو زاد الماء مقدار ذراع وصل إلى المدينة الشريفة.
قال رحمهالله تعالى وكنا نقف خارج باب البقيع على التل الذى هناك فنراه ونسمع خريره ثم استقر فى الوادى بين القبلى الذى أحدثته النار والشمالى قريبا من سنة وكشف عن عين قديمة قبل الوادى فجددها الأمير ودى بن جماز أمير المدينة الشريفة فى ولايته. انتهى.
رجعنا إلى المقصود قال الشيخ جمال الدين : ولما ابتدأوا بالعمارة قصدوا ازالة ما وقع من السقوف على القبور المقدسة فلم يجسروا ورأوا من الرأى أن يطالعوا الإمام المستعصم فى ذلك وكتبوا إليه فلم يصل إليهم جواب وحصل للخليفة المذكور شغل باستيلاء التتار على بلادهم تلك السنة فتركوا الردم وأعادوا سقفا فوقه على رؤوس السوارى التى حول الحجرة الشريفة ، فإن الحائط الذى بناه عمر بن عبد العزيز رضى الله تعالى عنه حول بيت النبى صلىاللهعليهوسلم بين هذه السوارى التى حول بيت النبى صلىاللهعليهوسلم يبلغ به السقف (ق ١٣٢) الأعلى بل جعلوا فوق الحائط وبين السوارى إلى السقف شباكا من خشب يظهر من تأمله من تحت الكسوة على دوران الحائط جميعه لأنه أعيد بعد الاحتراق على ما كان عليه قبل ذلك وسقفوا فى هذه السنة وهى السنة خمس وخمسين الحجرة الشريفة وما حولها إلى الحائط الشرقى إلى باب جبريل عليهالسلام ومن جهة المغرب الروضة الشريفة جميعها إلى المنبر المنيف.
ثم دخلت سنة ست وخمسين وستمائة فكان فى المحرم منها واقعة بغداد وقتل الخليفة المذكور ووصلت الآلة من مصر وكان المتولى بها تلك السنة الملك المنصور على ابن عبد الملك المعز بن أيبك الصالحى فأرسل الآلات والأخشاب فعملوا إلى باب السلام ثم عزل صاحب مصر المذكور وتولى مكانه مملوك أبيه الملك المظفر سيف الدين قطز