فماؤها العذب سلسال ونحن نرى |
|
هواءها يتحاشى عنه كل أذى |
وفي حدائق واديها لنا ثمر |
|
كالزّقّ بالشّهد والماء المعين غذا |
وعندليب تصيد القلب نغمته |
|
برغم كلّ غراب يقنص الجرذا |
لكنّ حالي فيها غير خافية |
|
وقد تطيش سهام فارقت قذذا |
وفي الحلوق من الإقتار كل شجى |
|
وفي العيون من الأقدار كل قذى |
وليس ينفعنا علم ولا حسب |
|
ولا مقالتنا كنا كذا وكذا |
وليس ينفعنا علم ولا حسب |
|
ولا مقالتنا كنا كذا وكذا |
و «مذ» كثيرة في اللغة البهلوية ، يقولون : برغمذ ، وفريومذ ، وششتمذ ، وأنجمذ.
وفي المسترقة (١) إسفند مذ.
وفي أسماء الأيام فإن كلمة الأيام اسمها باللغة الفارسيّة هو «رذ» ، و «رذ» تقال للعاقل والعقل ، قال الفردوسي (٢) :
أقام محفلا ضم أصحاب الرأي |
|
من الأذكياء وذوي الخبرة |
و «مذ» : كلمة مدح للبقاع والمواطن ، وفي الزمان القديم كان يقال للأرض الطيبة : «مذ» ، وكانت «مذ» من كلمات مدح الناس ، وقد وردت «مذ» كثيرا في اللغة البهلوية.
__________________
(١) يقول البيروني إن كل واحد من شهور الفرس ثلاثون يوما فيكون مجموعها ٣٦٠ يوما ، لكن السنة بالحقيقة هي ٣٦٥ يوما وربع يوم ، فأخذوا الخمسة الأيام الزائدة عليها فألحقوها فيما بين شهري (آبان) و (آذار) وسموها (فنجي) (وأندركاه) ثم عرّب اسمها فقيل (أندرجاه) ، وسميت أيضا المسروقة والمسترقة (الآثار الباقية ، ٤٣) وقد ذكر البيروني (إسفند مذ) بوصفه اليوم الثالث من هذه الأيام.
(٢) أبو القاسم الفردوسي الطّوسيّ المتوفى سنة ٤١١ ه ، أكبر الشعراء الملحميين في تاريخ إيران ومؤلف الشاهنامه التي أهداها لمحمود الغزنويّ الذي لم يحسن مكافأته (لغت نامه دهخدا ؛ فرهنك فارسي ، مادة فردوسي). وقد استشهد المؤلف ببيت الفردوسي لورود كلمة (رذ) فيه (في الأصل الفارسيّ بطبيعة الحال).