السيف أنمى عددا ، وأكثر ولدا» (١) ، فقد قدر الخالق في هذه الدنيا ، أن يتصل كل أول بآخر ، وكل عمران بالخراب ، وأن يمر قلم الفناء والزوال على ناصية كل نظام في العالم [٤٦].
إن كنت ذكيا فاكشف السر |
|
وتحدث عن المخفي من أحوال العالم |
فلطالما مرّ الزمان مسرعا |
|
على الملك والجيش ، والجبل والسهل |
وطالما تحول ذوو التيجان ترابا |
|
وأصبح العالم خاليا منهم ومن آثارهم |
وفي أي مكان وضعت قدمك |
|
فإن تحتها ملكا مدفونا |
وكان أهل هذه القلعة الواقعة في وسط القصبة ، المسماة سبيد دز (٢) ، يجصصونها من الخارج في كل عام بالكلس الأبيض ، ولم يبق في القصبة خلق أكثر من أولئك الذين اتخذوا من القلعة القديمة ومن هذه القلعة مسكنا :
خابوا جميعا بعد ما غنموا |
|
قلّوا زمانا بعد ما كثروا |
غابوا فما أبقوا لنا أثرا |
|
ماتوا وعنهم ما لنا خبر |
* * *
تعلم نظام هذا الفلك |
|
حيث لم يكتب الخلود لأحد |
تصعد به إلى العيّوق ليقع |
|
وتحافظ عليه بمائة حيلة كي ينكسر |
وكان يحيى بن زيد بن زين العابدين علي بن الإمام الشهيد المظلوم الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه (عليهم) السلام ، بعد مقتل أبيه زيد ، قد فرّ من
__________________
(١) من كلام للإمام علي (نهج البلاغة ، ٤ / ١٩ ؛ عيون الحكم والمواعظ ، ١٩٦ ؛ درر السمط ، ٦٥ ، وفيه : وأنجب ولدا).
(٢) تعني بالعربيّة : القلعة البيضاء.