والعقب من السلطان الأعظم الكريم إبراهيم بن مسعود : جلال الدين مسعود.
والعقب من مسعود بن إبراهيم : ملك أرسلان ، وعلاء الدين بهرامشاه.
والعقب من السلطان بهرامشاه بن مسعود : مسعود شاه ودولتشاه وخسروشاه.
والعقب من السلطان خسروشاه بن بهرامشاه : إبراهيم والسلطان زاولشاه والسلطان ملكشاه. وقد انقطع ملكهم من ديار خراسان والعراق وانتقل إلى غزنين (١) في شهور سنة ثمان وعشرين وأربع مئة ، ثم انقطع من غزنين وانتقل إلى ديار لوهاوور وبرشاوور وتلك النواحي في سنة خمس وخمسين وخمس مئة.
وكان السلطان محمود قد ذهب إلى الري وانتزع ملكها من مجد الدولة أبي طالب (٢) وأمه السيدة ، ومر على بيهق ، ولم يؤثر عنه فضل في العدل والإحسان ، وقبل انتقال السلطان محمود إلى الآخرة ، ذهب مسعود إلى أصفهان (٣) ومرّ على بيهق ، ومر عليها في عودته أيضا ، ونشر العدل والإنصاف ، وقد فصلت ذلك ـ على قدر العلم والاستطاعة ـ في كتابي مشارب التجارب ، الذي ألّفته باللغة العربيّة في التاريخ حديثا.
__________________
(١) تكتب أيضا غزنة وغزني ، وهي من مدن أفغانستان الحالية.
(٢) هو مجد الدولة أبو طالب رستم بن فخر الدولة البويهيّ الحاكم ببلاد الري ، وقد حدث ذلك سنة ٤٢٠ ه ، ومن نتائج حملة محمود الغزنويّ هذه على بلاد الري أنه أحرق المكتبة الضخمة التي كانت فيها وهو ما يذكره علي بن زيد البيهقيّ نفسه (معجم الأدباء ، ٢ / ٦٩٧) ، ولعل هذا والتعامل القاسي الذي عرف به محمود هو الذي دعا المؤلف إلى قول ما قاله أعلاه من انعدام عدله وإحسانه.
(٣) يذكر ابن الجوزي (المنتظم ، ٩ / ٢٥٤ ، حوادث ٤٢٣ ه (أن مسعودا جاء فيها إلى أصفهان «فنهب البلد وقتل عالما لا يحصى حتى قتل جماعة في الجوامع» ، ويقول الذهبي في العبر (٣ / ١٥٤) «دخل أصبهان بالسيف ونهب وقتل عالما لا يحصون وفعل ما لا يفعله الكفرة» ؛ انظر أيضا : محاسن أصفهان ، ٤٧ ، حيث سمّى مؤلفه هذه الواقعة بيوم الغارة الشعواء وقال : إن أهل أصفهان فزعوا إلى المسجد الجامع فاقتحم جنود مسعود المسجد وأغلقوا أبوابه وبدأوا بقتل من فيه ، فظلت هذه الواقعة في ذاكرة الأصفهانيين طويلا.