فإن يك عتّاب مضى لسبيله |
|
فما مات من يبقى له مثل خالد (١) |
وقد تجاوزت راية رعاية الرئيس أبي علي هذا لرعاياه كوكب زحل ، ونقشت آثار كفايته وهدايته على صفحات العصر ، وساس هذه الناحية ـ بيهق ـ بالإنصاف ، وتوفي ليلة السبت فجأة بدون مرض في السابع من ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة ، وقيل إنه أصيب بالسكتة (٢) ، ودفنوه من غير أن يعلموا ذلك ، ودامت مدة رئاسته عشرين عاما ، وقد أنشد الدهر في رثائه هذه الأبيات :
كان الذي خفت أن يكونا |
|
إنا إلى الله راجعونا |
[٩٦] أمسى المرجى أبو علي |
|
موسّدا في الثرى دفينا |
حتى استوى وانتهى شبابا |
|
وصدّق الرأي والظنونا |
أصبت فيه وكان حقا |
|
على المصيبات لي معينا |
وكان له أخ يدعى فخر العلماء أبا عبد الله محمد بن المظفر (٣) ، وهو رجل عالم وفاضل وزاهد ومفضل ، معروف بالصيانة ونزاهة النفس ، وكان كلما رأى أبي أو رآني قال : صداقة الآباء قرابة الأبناء ، وله هذان البيتان في حق أبي :
__________________
(١) من قصيدة لأعشى همدان ، في خالد بن عتاب بن ورقاء الرياحي (شرح شافية ابن الحاجب ، ٤ / ٢٩٥ ؛ البيان والتبيين ، ٣ / ٢٣٧ ؛ الأغاني ، ٦ / ٦٦).
(٢) الموت الفجائي. ويعتقد الرازي أن أسباب السكتة هي : «السّدّة في بطون الدماغ والورم الحادث له» ، والمقصود بها حدوث الخثرة الدماغية أو انفجار شريان في الدماغ ، وسببها في أغلب الأحيان آفة هي التضيق التاجي ولكنها قد تكون خثرة غازية أو ورم خبيث في الدماغ (انظر : كتاب ما الفارق للرازي ، ٢٥ ، ٣٦ مع تعليق محققه الدكتور سلمان قطاية).
(٣) ذكره ابن الفوطي (٣ / ١٨٠) فقال : فخر الدين أبو المعالي محمد بن المظفر بن محمد بن الحسن البيهقيّ الزاهد ، من كلامه ...