من أنواع العلوم ، وكان من أساتذته في تلك الأيام : الإمام أبو بكر محمد بن أحمد بن الفضل الفارسيّ ؛ والإمام أبو عبد الله الحسين بن أبي الحسن الكاشغريّ الملقب بالفضل ؛ والإمام الزاهد شمس الأئمة أبو بكر محمد بن أبي سهل السّرخسيّ ؛ والسيد الإمام أبو بكر محمد بن علي بن حيدر الجعفريّ. وكان من الدارسين معه : الإمام الأجل برهان الدين عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز المازه.
وكانت عينه قد أصيبت في آخر عمره بالضعف ، ليبوسة الدماغ وكثرة الدرس والمطالعة ، وقد عالجته عجوز قيل إنها من عجائز قوم عاد مشهورة في الكحالة إلا أن عدم معرفتها بأصول المداواة أدى إلى تلف عينه وذلك في سنة ثلاث وخمس مئة [١٠٧] وقد اتخذت تلك العجوز من الليل جملا وفرت ، فتعقبوها ولم يعثروا لها على أثر ، كأن الأرض أكلتها أو السماء رفعتها ، وقد نظم هذين البيتين عند ما ابتلي بذلك البلاء وهما :
لئن غاب عن عيني برغمي نورها |
|
فما غاب عن دار الجزاء ثوابي |
شياطين دهري قاربوا فلك التقى |
|
فأتبعتهم من ناظري بشهاب |
وذكره مبسوط بالتفصيل في تاريخ نيسابور المسمى ب سياق التاريخ للإمام أبي الحسن عبد الغافر الفارسيّ الخطيب بنيسابور (١) ، وكذلك ذكره الإمام علي بن أبي صالح الصالحي الخواريّ ، فهما أولى بأن يعطيا الموضوع حقه بأقلامهما وبيانهما ، وفم الأعرابي أفصح ، ومن مدح أباه فكأنما مدح نفسه.
والعقب من والدي الإمام أبي القاسم زيد بن محمد البيهقيّ :
__________________
(١) لم نجده في المطبوع في المنتخب من السياق. أما اسم مؤلف السياق فقد ورد في أصول الكتاب : «أبو الحسن بن عبد الغافر» ، والصواب ما أثبتناه.