وقد قيل إنه اجتمع في مجلس عزائه : الوزير [أبو] المظفر البزغشيّ (١) ، وقاضي القضاة أبو الهيثم ، وقاضي القضاة صاعد ، ولما هم الوزير [أبو] المظفر بالانصراف والركوب ، أخذ قاضي القضاة أبو الهيثم ساعده وأعانه على الركوب.
وكان جدي الرئيس العالم أبو القاسم البيهقيّ من أحرار الدهر ، وأفاضل العهد ، وقد ذكر له في الكتب هذه الأبيات من شعره (٢) :
[١١٠] نصيبك من قلبي وروحي وافر |
|
وفي الحب قد أقللت منك نصيبي |
ومن أجل أني قد أحبك خالصا |
|
أرى الناس أعدائي ولست حبيبي |
ألمّ بقول القائل :
لقدجعلتهذهاللمحةالتيرأيت وجهك فيها |
|
جميع الخلق أعدائي ، ولم تصبح أنت حبيبي |
وقال في رثاء ولده أبي شجاع الحسين :
إذا تذكرت أياما مضين لنا |
|
بكيت من فرط أحزاني على ولدي |
بكى فؤادي على نجلي ولا عجب |
|
بكاء قلبي من حزني على كبدي |
ومن منثوره : الدهر يصون ثم يخون ؛ ويربي ثم يردي ، ويهدي ثم يضل ، ويعز ثم يذل ؛ ويرفع ثم يخفض ، ويبسط ثم يقبض ؛ وفيه يفسد ما كان وما يكون ، ومن
__________________
(١) أبو المظفر محمد بن إبراهيم البزغوشي كما في مجمل فصيحي الذي قال إنه كان وزيرا حتى وفاة الأمير الرضي [نوح بن منصور بن عبد الملك الساماني] ، ثم استقال لينشغل بمطالعة الكتب في نيسابور حتى آخر حياته ، لكنه ذكر مرة أخرى أن منصور بن نوح بن منصور استوزره سنة ٣٨٨ ه ثم أقيل في نفس السنة (٢ / ٨٠ ، ١٠٢ ؛ انظر أيضا : نسائم الأسحار ، ٣٩).
(٢) نقل ابن الفوطي ، ٣ / ٨٠ ترجمته من وشاح دمية القصر ، وصدر البيت الثاني هناك هو : «ومن أجل ذا أني أحبك دائما».