كفار ، فهزمهم وسبى كثيرا منهم وجاء بهم إلى خراسان ، وكان الأمير أبو جعفر يكرر إنشاد هذه الأبيات :
ومثلي لا يقيم على هوان |
|
لديك ولست أرضى بالهوان |
فإن أكرمتني وعرفت حقّي |
|
تجدني في النصيحة غيروان |
وإلا فالسلام عليك منّي |
|
دهورا لا أراك ولا تراني |
وكان ابن الأمير أبي جعفر الزّياديّ وهو الأمير أبو الفضل زياد بن أحمد بن مسلم الزّياديّ قد أصبح واليا على بيهق في آخر عهد السامانيين ، وقد جرت العادة ـ في آخر عهد السامانيين ـ أن يؤخذ قسم من تركة كل من يموت من عمال الديوان ، فأضاف الأمير أبو الفضل الزّياديّ ببيهق إلى ذلك ، أنه كان يأخذ نصيبا من تركة كل ميت لا ابن له ـ حتى لو كان له ورثة آخرون ـ ومرّ وقت كان يأخذ من تركة كل متوفى حتى لو كان لديه أولاد ووارثون ، ولم يأت هذا الظلم بالبركة على الزّياديّين ، فلما حكم السلطان محمود [بن سبكتكين] أسقط ذلك الظلم ولم يرض عنه ، وأعطى الحق في ذلك لمن لهم الحق في الإرث من العصبة وأولي الأرحام.
وكان الأمير أبو الفضل زياد بن أحمد هذا في خدمة الأمير أبي علي سيمجور (١) ، وكذلك في خدمة الأمير أبي القاسم سيمجور (٢) ، وقد ألقي القبض عليهما معا
__________________
(١) هو محمد بن إبراهيم الملقب عماد الدولة والمظفر ، وهو نجل أبي الحسن سيمجور ، المقتول سنة ٣٨٧ ه ، أحد كبار قادة الجيش الساماني في خراسان (انظر عنه : الأنساب ، ٣ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ؛ مجمل فصيحي ، ٢ / ١٢٥ ، حوادث ٤١٢ ه حيث ذكر الأمر الذي أصدره محمود الغزنويّ بجهد من أبي نصر بن مشكان الزّوزنيّ بإعادة العقارات والضياع التي صودرت من السّيمجوريّين الدّيوانيّين في نيسابور وقهستان وباخرز ، إلى ورثتهم باستثناء «أملاك أبي علي سيمجور الذي كان قد تخلى عن الإسلام وأصبح قرمطيا» ؛ تاريخ نيسابور ، ١٨٨).
(٢) أبو القاسم علي بن أبي الحسن محمد بن إبراهيم سيمجور ، شقيق محمد المذكور ، في الهامش السابق ،