الأمراء والعلماء والأكابر والدهاقين.
ولما جاء فخر الدولة علي البويهيّ ـ الذي كان الصاحب بن عباد وزيره ـ إلى خراسان لطلب النصر والفتح ، أرسل بلاط بخارى فائق الخاصّة (١) معه ، فاجتاز ببيهق ، وهناك قام الأمير أبو جعفر أحمد بن مسلم الزّياديّ بضيافته ، ثم إن خصمه بويه بن الحسن جاء إلى مزينان ، فوقع بينهما مصاف في الثالث من شعبان سنة اثنتين وستين وثلاث مئة.
وعند ما أعلن الأمير أبو علي محمد بن العباس التّولكيّ العصيان (٢) ، أرسل أمير خراسان صاحب الجيش ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن سيمجور (٣) ، الأمير أبا جعفر أحمد بن مسلم الزّياديّ لحربه ، ففتح الأمير أبو جعفر القلعة التي تحصن فيها. فأعطاه الأمير أبو الحسن سيمجور تلك الولاية في سنة أربع وستين وثلاث مئة.
[١٣٠] وقد ذهب الأمير أبو جعفر الزّياديّ إلى أرض الغوريين ، وكان هناك
__________________
(١) أبو الحسن فائق بن عبد الله الخاصّة الأندلسي ، من القادة العسكريّين للسامانيين ، لعب دورا كبيرا في الوقائع التي جرت في خراسان وما وراء النهر. «ولي بمدن خراسان نيفا وأربعين سنة» (تاريخ الإسلام ، ١٨٦ ـ ١٨٧ ، حوادث ٣٨١ ـ ٤٠٠ ه) ، كما عين واليا على سمرقند في ٣٨٧ ه (القند ، ٦٧٤) ، تم أصبح وزيرا في ٣٨٧ ه لدى منصور بن نوح بن نصر (الكامل في التاريخ ، ٩ / ١٢٩ ، ط تور نبرغ). مات سنة ٣٨٩ ه.
(٢) في مجمل فصيحي ٢ / ٦٤ ، ضمن حوادث سنة ٣٤١ ه ذكرت إغارته على مدينة طخاب (؟) ونهبها وتدمير مساجدها وقتله رجاله ، وطلب أهل طخاب عونا من هراة فجاء العون بقيادة بكجورك لكن العون لم يجد نفعا وأخيرا طلب التّولكيّ الأمان وذهب إلى هراة حيث رحّب به.
(٣) أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن أبي عمران السّيمجوريّ الدواتي المتوفى سنة ٣٧٨ ه ، أحد كبار شخصيات العهد الساماني والقادة العسكريّين فيه (انظر عنه : الأنساب ، ٣ / ٣٦٢ ؛ مجمل فصيحي ، ٢ / ٧٠ ـ ٧١ ، ٧٧ ... ؛ تاريخ نيسابور ، ١٧٧).