والسنبوسق (١) ، فلما أكل منه ، وعمل السم عمله ، وظهرت آثاره عليه [١٣٣] طلبوا له الطبيب ليأتيه ببستوقة الترياق (٢) ، فمنعوا الطبيب من الحضور ، فمات علي بن كامة في تلك الليلة ، وهي ليلة الثلاثاء السادس من ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.
ولذا وجب على الملوك والأمراء ، أن يكون معهم وعاء من الفضة أو الرصاص أو القصدير ، قد قسم على أربعة أقسام : يوضع في الأول منه الترياق ، وفي الثاني مثرود يطوس ، وفي الثالث شراب الكدر ، وفي الرابع المومياء ، وإن عمل قسم خامس ووضع فيه الأفيون أو معجون الراحة (٣) ، كان في غاية الحسن ، لكي يستفاد منه وقت الحاجة ـ كما حصل للأمير علي بن كامة ـ ومع ذلك ، القضاء غالب.
وقد بقي لعلي بن كامة هناك ابن ، هو شاه فيروز بن علي بن كامة ، ثم إن فخر
__________________
المطبوخين والخضرة ويوضع في الخبز ثم يقطع بالسكين إلى قطع ويؤكل».
(١) السنبوسق أو السنبوسك : رقاق من العجين يوضع فيها لحم مفروم مقلي مع التوابل وقد يضاف إليه الفستق أو الجوز ، ثم تثنى أطرافها وتقلى بالسمن (الوصلة إلى الحبيب ، ٢ / ٥٥٣).
(٢) بستوقة الترياق : معجون مركب من أدوية متنوعة مهدئة ومخدرة كان يستخدم لتسكين الآلام ومقاومة السموم تدخل في تركيبه عصارات نباتات شقائق النعمان والخشخاش والمثرود يطوس ويدعي أيضا الترياق الفاروق والترياق الكبير (فرهنك فارسي ، مادة ترياق ؛ أقرباذين القلانسي ، ٢٧٢ ـ ٢٧٣).
(٣) Mithridate مثرود يطوس : «التسمية القديمة التي كانت تطلق على الترياق المنسوب اكتشافه إلى متريدات المتوفى حوالي ٢٢٢ م ، واسمه مشتق من الفارسيّة مثردتّه ، أي المعطى من الشمس» (المصطلح الأعجمي ، ٢ / ٧٣٨ ؛ أقرباذين القلانسي ، ٢٧٢ ، ٢٧٣ ، ٢٧٨). أما المومياء فهو قار طبيعي أو مادة تستخدم في الماضي لتجبير كسور العظام ولها استخدامات طبية أخرى. وكانت توجد في بعض جبال إقليم فارس (جنوبي إيران) ، وكان الملوك يحتكرونه ـ لخاصيته هذه ـ لهم ولحاشيتهم (فرهنك معين ، موميا ؛ البلدان لابن الفقيه ، ٤٠٧) ، أما الكدر فنرجح أنه الكذي وهو نبات الكاسني ذي الاستخدامات الطبية (الصيدنة ، ٦٣٠ ، فرهنك معين) ، والأفيون : عصارة الخشخاش.