وصل إلى قرية أسد آباد من ناحية بيهق وأقام فيها ، وعمر تلك القرية ثم بقي مدة هناك ، إذ لم تكن هناك إجازة بسفره ، وكان مقررا أن تعطى له إمارة نيسابور ، إلا أن الاختيار وقع أخيرا على الأمير ناصر الدولة أبي الحسن بن سيمجور.
ولما قام الملك بويه بن الحسن بإزعاج وشمكير بن زيار عن بلاد الري ، اتجه إلى خراسان ، ونزل في بيهق ، وكان صاحب الجيش أبو علي أحمد بن محمد المظفر قد قدم إلى نيسابور لاستقباله (١) ، وأقام وشمكير ببيهق مدة ، ثم اتجه إلى بخارى لحضرة ملك المشرق.
وكان للأمير أبي سعيد بكر بن مالك (٢) صاحب الجيوش وأمير خراسان ، أملاك كثيرة بخسروجرد ؛ وكان قد قدم إلى هناك ، وأراد أن يبني هناك مدينة ويسورها بسور حصين ، إلا أن موت وزيره محمد بن عبد الرحيم بمرض القولنج ، جعله ينصرف عن خسروجرد ويذهب إلى نيسابور في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة.
وكان الصاحب كافي الكفاة إسماعيل بن عباد ، لما تولّى لمخدومه إمارة ولاية خراسان في تلك الأيام ، وخطب بنيسابور لفخر الدولة حيث ضمّت نواحي نيسابور إلى ولايته [١٣٥] ، أسقط الخراج عن بيهق وتلك النواحي لسنتين اثنتين ، إلا خراج
__________________
في السنوات ٣٤٣ حتى ٣٥٠ ه (انظر عن الأشعث وإرساله إلى خراسان : تاريخ بخارى ، ١٣٤).
(١) هو أبو علي المعروف بابن محتاج الوالي على خراسان من قبل السامانيين ، وكان وشمكير يسعى بأبي علي هذا لدى نوح بن منصور حتى تمكن من عزله عن خراسان ، وتولى الحكم بدلا منه أبو سعيد بكر بن مالك الذي سيأتي لا حقا (تاريخ ابن خلدون ، ٤ / ٣٤٩ ، حوادث ٣٤٢ ه).
(٢) هو أبو سعيد بكر بن مالك الفرغاني أحد أركان بلاط عبد الملك بن نوح بن نصر الساماني ، ثبّت له ملكه بعد وفاة أبيه ، فعينه حاكما على خراسان ، لكنه اصطدم بأبي علي بن محتاج الموجود هناك بأمر من عبد الملك فتمكن من طرده من خراسان سنة ٣٤٤ ه (تاريخ ابن خلدون ، ٤ / ٣٣٩ ، ٤٤٠).