لو سطرت سير الملوك رأيتها |
|
ديوان شعر وهي فيها مصحف |
ملك يبيت الدهر يرعد هيبة |
|
منه وليس يخافه من ينصف |
انتهى. وقال أبو شامة في كتاب الروضتين في سنة سبع وثمانين : قال العماد في شهر ربيع الأول منها تولى القضاء القاضي محيي الدين محمد بن الزكي أي قضاء دمشق. وفيها وفي يوم تاسع عشر شهر رمضان كانت وفاة تقي الدين عمر ابن أخي السلطان صلاح الدين وهو على محاصرة منازكرد ، وكان كما تقدم قد توجه إلى بلاده التي زاده إياها السلطان صلاح الدين وراء الفرات ، فامتدت عينه إلى بلاد غيره ، واستولى على السويداء وعلى مدينة حاني ، وعزم على قصد خلاط ، وكسر صاحبها سيف الدين بكتمر ، وتملك معظم تلك البلاد ، ثم أناخ على منازكرد يحاصرها ومعه عساكر كثيرة ، فأناخت بجسده المنية ، بسبب مرض اعتراه ، وزاد إلى أن بلغ منه المراد ، وأخفى ولده الملك المنصور وفاته ، ورحل عن البلد المحصور وفاته ، وعاد به إلى البلاد التي في يد ، وعجب الناس من حزمه وعزمه وثباته وجلده ، وجاءت رسله إلى السلطان تخبره بأنه قام مقام والده فيما كان له من البلدان وطلب منه شروطا نسبه بسببها إلى العصيان ، وكاد أمره يضطرب ، وقلبه يكتئب ، وشأنه ينعكس وينقلب ، حتى احتمى بالملك العادل ، فنصره وأظهره إلى الوجود.
وقال ابن شداد : كانت وفاته في طريق خلاط عائدا إلى ميافارقين فحمل ميتا حتى وصل به إلى ميافارقين ، ثم عملت له تربة عليها مدرسة مشهورة وحمل إليها ودفن بها انتهى. وكان مولده في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة كذا قاله شيخنا الأسدي في كواكبه. وقال ابن شداد : أول من ذكر الدرس بها قاضي القضاة محيى الدين محمد بن علي ومن بعده محيى الدين بن زكي الدين ، ثم انتزعت من يده ووليها فخر الدين ، ثم عادت إلى محيى الدين ، ثم تولاها عماد الدين بن الحرستاني. قال الأسدي : ودرّس بها في سنة ثمان وعشرين وستمائة انتهى. قال ابن شداد : ثم عادت إلى القاضي محيي الدين أبي الفضل يحيى ، ثم إلى ولده عماد الدين ، ثم من بعده إلى أخيه علاء الدين أحمد ، ثم من