بعده إلى زكي الدين الحسن ، ثم من بعده إلى علاء الدين أحمد وهو مستمر بها إلى الآن انتهى. قلت : ولعل أول من درّس بها أبو المظفر ابن عساكر فإنها وقفت سنة أربع وسبعين وخمسمائة ، وهو توفي في شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وخمسمائة ، ولم أقف على وفاة قاضي القضاة محيى الدين محمد بن الزكي (١).
وأبو المظفر هذا قال الأسدي في تاريخه في سنة إحدى وسبعين المذكورة : عبد الله بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله أبو المظفر بن عساكر أخو زين الدين ويقال زين الأمناء بن عساكر الدمشقي الشافعي ، مولده في شهر رجب سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، وتفقه على القطب النيسابوري وغيره ، وسمع من عميه الصائن والحافظ وجماعة ، وقرأ الأدب على محمود بن نعمة بن أرسلان الشيرازي النحوي ، وخرّج أربعين حديثا ، وحدث بدمشق ومصر والقدس وحماة وشيزر والإسكندرية ، ودرس بدمشق بالتقوية ، وكان مجمع الفضائل ، قتل غيلة بظاهر القاهرة في شهر ربيع الأول انتهى.
ثم درس بها بعد قاضي القضاة محيي الدين بن الزكي شيخ الشافعية الفخر ابن عساكر ، وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث العروية. ثم بها درس الإمام الفقيه قاضي القضاة بهاء الدين أبو الفضل يوسف ابن قاضي القضاة محيى الدين يحيى ابن قاضي القضاة منتجب الدين أبي المعالي محمد بن قاضي القضاة زكي الدين علي ابن قاضي القضاة منتجب الدين محمد بن زكي الدين القرشي الدمشقي ، ولد سنة أربعين وستمائة ، وسمع بمصر والشام من جماعة ، وأخذ عن أبيه وأخذ العلوم العقلية عن القاضي كمال الدين التفليسي (٢) ، وولي القضاء بعد ابن الصائغ سنة اثنتين وثمانين إلى أن توفي ، وهو آخر من ولي القضاء من هذا البيت ، وقد جمع أجل مدارس دمشق وهي : العزيزية ، والتقوية ، والفلكية ، والعادلية ، والمجاهدية ، والكلاسة ، توفي رحمهالله تعالى في ذي الحجة سنة خمس وثمانين وستمائة عن خمس وأربعين
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٣٣٧.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٣٣٧.