في مواضع ، واختصر قواعد العلائي والتمهيد للأسنوي (١) واعترض عليهما في مواضع ، واختصر المهمات وغير ذلك ، وكتب الكثير بخطه ، واحترق غالب مصنفاته في الفتنة قبل تبييضها ، وكان فقيرا وله عائلة ، توفي رحمهالله تعالى في ذي الحجة أو ذي القعدة سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة ، ودفن بباب الصغير بالقرب من معاوية رضي الله تعالى عنه.
وقال الشيخ تقي الدين الأسدي في الذيل في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة : الفقيه الفاضل بدر الدين أبو عبد الله محمد ابن الشيخ العلامة شمس الدين محمد بن عبد الله خلف بن كامل التقوي الشافعي مولده سنة أربع وستين ، وتوفي ليلة الاثنين حادي عشره ببستان بأرض حمام الزمرد ، وصلي عليه من الغد بعد صلاة الظهر بالجامع المظفري ، ودفن عند والده بتربته غربي الجامع المذكور ، وقد نزل لولده وهو صغير عن نصف وظائفه وهي تدريس التقوية وتدريس القوصية وحصة في نظر وقف التقوية ، ونزل لي عن النصف الآخر. ثم قال في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ، وفي يوم الأربعاء حادي عشريه حضرت الدرس بالمدرسة التقوية وأخذت في أول كتاب الحج من التنبيه ثم قال في يوم الجمعة رابع ذي الحجة سنة خمس وثلاثين : وقد سألني في نيابة القاضي الجديد كمال الدين البارزي ، فامتنعت عن استنابته ، فلما كان هذا اليوم سئلت في ذلك وألحوا علي ، فأجبت استحياء من القاضي والحاضرين ، وترك لي القاضي نصف تدريس التقوية ، وكان لي في نفس الأمر ولكن كان القاضي قد تغلب عليه انتهى.
ثم درس بها ولده شيخنا المرحوم العلامة بدر الدين أبو الفضل محمد بن قاضي شهبة ، ثم نزل عن تدريسها للقاضي محب الدين أبي الفضل محمد ابن شيخنا القاضي برهان الدين بن قاضي عجلون. ثم درّس بها نيابة عنه في نصف تدريسها واستقلالا في النصف الآخر صهره العلامة كمال الدين ابن القاضي عز الدين بن حمزة الحسيني في شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٢٢٣.