شداد ، وبالغزالية كما سيأتي فيها بعد شيخه نصر ، وله أوقاف على وجوه البر ، توفي رحمهالله تعالى في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ، ودفن بمقابر باب الصغير. ثم درس بها بعده الفقيه قطب الدين وهو النيسابوري صاحب كتاب الهادي في الفقه ، وقال الأسنوي وهو مختصر قريب من مختصر التبريزي (١) في الحجم ، كانت المتفقهة في بعض النواحي من الأعصار المتقدمة يحفظونه ، وقد تقدمت ترجمته في دار الحديث العروية. ثم وليها الشيخ شهاب الدين أحمد ابن شيخ الإسلام ويعرف بالأعرج ، وكان زاهدا عالما فاضلا بارعا ، وله قدم مع الملوك ، ناب في ديار العدل بالديار المصرية. ثم وليها الشيخ نجم الدين البارزي ، وتوفي رحمهالله تعالى بها لفالج لحقه ، ثم وليها تاج الدين أبو بكر بن علي بن أبي طالب الإسكندري. ثم وليها الشيخ مجد الدين عبد المجيد الروذراوري ، وكان عالما أديبا فاضلا في أنواع العلوم ، وتوفي بها. ثم وليها الشيخ كمال الدين محمد بن رضي الدين أحمد بن علي المعروف بابن النجار وكيل بيت المال بدمشق إلى سنة تسع وستين وستمائة. ثم وليها عز الدين عمر الأردبيلي. ثم وليها نجم الدين الفاروثي ، ورد من بغداد فولي بها إلى سنة إحدى وسبعين وستمائة ، وارتحل عنها إلى الحجاز. ثم ردت إلى عز الدين عمر الأردبيلي وهو مستمر بها إلى الآن ، قال ذلك ابن شداد ، وهو عجب : فان ممن درّس بها قاضي القضاة صدر الدين بن سني الدولة وقد مات سنة ثمان وخمسين وستمائة ولم يذكره. وقد تقدمت ترجمة قاضي القضاة هذا في المدرسة الإقبالية.
ثم ممن درّس بها الفقيه الإمام العالم المناظر شرف الدين ابو عبد الله الحسين بن كمال الدين علي بن إسحاق بن سلّام (بتشديد اللام) ابن عبد الوهاب بن الحسن بن سلّام الدمشقي الشافعي ، ولد سنة ثلاث وسبعين وستمائة ، واشتغل وبرع وحصّل وناظر وأفتى. وقال ابن كثير : ودرّس بالجاروخية والعذراوية وأعاد بالظاهرية ، وولي إفتاء دار العدل أيام الأفرم ،
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٥.