عوضا عن جمال الدين الباجربقي انتهى. وقال ابن كثير : في سنة سبعمائة في جمادى الآخرة ، وفي أواخر الشهر درّس ابن الزكي بالدولعية عوضا عن جمال الدين الزرعي لغيبته يعني خوفا من هجوم التتار انتهى. ثم درّس بها الشيخ صفي الدين الهندي ، وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الأتابكية. وقال ابن كثير في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة : علاء الدين علي بن محمد بن عثمان بن أحمد بن أبي المهني بن محمد بن محمد بن نحلة الدمشقي الشافعي ، ولد سنة ثمان وخمسين وستمائة : وقرأ المحرر ولازم الشيخ زين الدين الفارقي ، ودرّس بالدولعية والركنية ، وكان ناظر بيت المال ، وابتنى دارا حسنة إلى جانب الركنية ، ومات وتركها في شهر ربيع الأول ، ودرّس بعده بالدولعية القاضي جمال الدين بن جملة ، وبالركنية زكي الدين الحرستاني انتهى. وقال : في سنة ثلاث وثلاثين وفي شهر ربيع الأول درس الفخر المصري بالدولعية عوضا عن ابن جملة بحكم ولايته القضاء انتهى. والفخر المصري هذا هو الإمام العالم العلامة فقيه الشام وشيخها ومفتيها القاضي فخر الدين أبو الفضائل وأبو المعالي محمد ابن الكاتب تاج الدين علي بن إبراهيم بن عبد الكريم المصري الأصل الدمشقي المعروف بالفخر المصري ، ولد بالقاهرة سنة اثنتين وقيل إحدى وتسعين وستمائة وأخرج إلى دمشق وهو صغير ، وسمع الحديث بها وبغيرها ، وتفقه على المشايخ برهان الدين الفزاري ، وكمال الدين ابن قاضي شهبة ، وصدر الدين بن المرحل ، وكمال الدين بن الزملكاني ، وتخرج به في فنون العلم وأذن له بالإفتاء في سنة خمس عشرة ، وأخذ الأصول عن الصفي الهندي ، والنحو عن مجد الدين التونسي ، ونجم الدين القحفازي ، وأثير الدين أبي حيان ، وقرأ المنطق على رضي الدين المنطقي (١) ، والشيخ علاء الدين القونوي ، وكتب كتبا كثيرة وحفظ مختصر ابن الحاجب في نحو سنة وتسعة عشر يوما ، وكان يحفظ من المنتقى كل يوم خمسمائة سطر ، وناب في القضاء مدة ، ثم ترك ذلك وتفرغ للعلم وتصدر للإشتغال والفتوى وصار هو الإمام
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٩٧.