المشار إليه والمعوّل عليه في الفتاوى ، ودرّس بالعادلية والرواحية أيضا ، كما سيأتي ، وبالدولعية هذه. قال البرزالي في تاريخه : سنة ثلاث وثلاثين ، ومن خطه نقلت : وفي يوم الأحد منتصف شهر ربيع الآخر درّس القاضي فخر الدين المصري بالدولعية بدمشق ، وحضر عنده القضاة والأعيان عوضا عن قاضي القضاة جمال الدين بن جملة الشافعي بمقتضى انتقاله إلى تدريس العادلية والغزالية وتوليه القضاء اه. وحصل له نكبة آخر أيام تنكز وصودر وأخرجت عنه العادلية والدولعية ثم بعد موت تنكز استعادهما انتهى. وقال الذهبي : برع واشتهر بمعرفة المذهب ، وبعد صيته ، وأفتى وناظر ، وشغل الناس بالعلم مدة مديدة ، وكان من أذكياء العالم. وقال الصلاح الكتبي : أعجوبة الزمان ، وكان ابن الزملكاني معجبا به وبذهنه الوقاد يشير إليه في المحافل وينوّه بذكره ويثني عليه. وقال الحافظ شهاب الدين بن حجي السعدي : وكان قد صار عين الشافعية بالشام ، فلما جاء السبكي أطفأه ، قال : وسمعت شيخنا ابن كثير يقول إنه سمعه يقول : منذ علقت العلم لم أصلّ صلاة إلا واطمأننت فيها ، ولا توضأت وضوءا إلا واستكملت مسح رأسي ، توفي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين وسبعمائة ، ودفن بمقابر الصوفية ، كذا رأيت وإنما هو في مقابر باب الصغير ظاهرا قبلي قبة القلندرية. وقال ابن كثير في تاريخه في سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة وفي يوم الجمعة ثاني عشر شهر ربيع الآخر عزل القاضي علم الدين بن القطب من كتابة السر وضرب وصودر ونكب بسببه القاضي فخر الدين المصري ، وعزل عن مدرسة الدولعية ، وأخذها ابن جملة والعادلية الصغرى وباشرها ابن النقيب ، ورسم عليه بالعذراوية مائة يوم وأخذ شيئا من ماله انتهى.
وقال الصلاح الصفدي في تاريخه الوافي في المحمدين : محمد بن علي بن عبد الكريم ابن الشيخ الإمام الفاضل العلامة ذو الفنون ، أعجوبة الزمان القاضي فخر الدين أبو عبد الله المقري الشافعي المصري ، سألته عن مولده فقال : سنة إحدى وتسعين وستمائة بظاهر القاهرة في الجنائية ، ووفاته رحمهالله