الدمشقي الإمام المتقن ناصر السنة ، ميلاده سنة سبع بتقديم السين وستين وسبعمائة ، ودرّس بالشاميتين والركنية هذه والظاهرية والغزالية ، وترجمته طويلة ، توفي قتيلا بمنزله بين الربوة والنيرب في ذي القعدة سنة ثلاثين وثمانمائة ، ودفن إلى جانب أخيه قرب أبيه وابن الصلاح عن ثلاث وستين سنة وكسر.
قال ابن قاضي شهبة في شوال سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة : وفي يوم الأحد سادس عشريه درّس قاضي القضاة نجم الدين بالمدرسة الشامية البرانية وبالغزالية ، ثم درّس بالظاهرية والركنية والناصرية ، وجعل يوم الأحد للأوليين ويوم الأربعاء بين الثلاث ، وقد كان له مدة طويلة لم يحضر درسا. وقال الأسدي في ذي القعدة سنة أربع وعشرين وثمانمائة : وفي يوم الأحد خامسه درّس الشيخ برهان الدين بن خطيب عذرا (١) بالركنية ، نزل له عنه قاضي القضاة نجم الدين بن حجي لما ولي تدريس الشامية البرانية عن نصف التدريس ، وللشيخ علاء الدين بن سلّام عن النصف الآخر ، ثم وقعت هذه الحركات فلم يتفق حضوره إلى هذا اليوم ، ودرّس في قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) انتهى.
قلت : والشيخ برهان الدين بن خطيب عذرا هذا هو الامام العالم أقضى القضاة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عيسى العجلوني الدمشقي المعروف بابن خطيب عذرا ، ميلاده سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة ، وحفظ المنهاج ، واشتغل على الشيخ علاء الدين ، وعلى مشايخ ذلك الوقت ، ولازم الشيخ علاء الدين بن حجي كثيرا ، وفضل في الفقه ، وأنهاه ابن خطيب يبرود بالشامية البرانية بغير كتابة ، شهد له باستحقاق ذلك الشيخ جمال الدين بن قاضي الزبداني ، ثم توجه إلى حلب ايام الشيخ شهاب الدين الأذرعي ، فأقام بها مدة طويلة ، وصحب الخطيب ابن عشائر (٢) وغيره. وقيل إنه كان في
__________________
(١) شذرات الذهب ٧ : ١٦٩.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٣٠٩.