الزهري بالمدرسة العذراوية وبالشامية البرانية عوضا عن الشيخ شهاب الدين بن نشوان نزل له ولولديه عن جهاته ، ومنها هذه المدرسة أم الصالح وثلث العزيزية وإعادته بالشامية البرانية وإعادة العادلية الصغرى وتصدير الجامع ، وذلك مضافا إلى ما بيده من تدريس الشامية البرانية ، والعادلية الصغرى ، وإفتاء دار العدل ، وقضاء العسكر ، وتصدير الجامع وغير ذلك من الوظائف والأنظار انتهى.
وقد مرّ في الشامية البرانية أن من شروط واقفها أن لا يجمع المدرس بها بينها وبين غيرها ، فلا قوة إلا بالله ، وباشر مشيخة الإقراء بهذه المدرسة الشيخ الإمام العلامة علم الدين أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد الهمذاني السخاوي المصري ، شيخ القراء والنحاة والفقهاء في زمانه بدمشق ، ولد سنة ثمان أو تسع وخمسين وخمسمائة. قال الذهبي في العبر في سنة ثلاث وأربعين وستمائة : وعلم الدين السخاوي أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الصمد ابن عبد الأحد الهمذاني المقرئ النحوي ، ولد قبل الستين وخمسمائة ، وسمع من السلفي وجماعة ، وقرأ القراآت على الشاطبي والغزنوي (١) وأبي الجود (٢) والكندي ، وانتهت إليه رياسة الإقراء والأدب في زمانه بدمشق ، وقرأ عليه خلق لا يحصيهم إلا الله سبحانه وتعالى ، وما علمت أحدا في الإسلام حمل عنه القراآت أكثر مما حمل عنه ، وله رحمهالله تعالى تصانيف سائرة متقنة ، توفي رحمهالله تعالى ورحمنا به بمسكنه بتربة أم الصالح المذكورة في ثاني عشر جمادى الآخرة ودفن بتربته بجبل قاسيون. ثم قال الذهبي فيها في سنة إحدى وثمانين : وقال الصفدي أبو الفتح الأنصاري الملوني محمد بن علي ابن محمد بن موسى شمس الدين ، لم يشتهر إلا بكنيته ، كان فاضلا عارفا بالقراآت تفرّد بذلك في وقته ، وكان يقرئ بتربة أم الصالح هذه بدمشق ، توفي في سابع عشر صفر سنة سبع وخمسين وستمائة ، وانتفع به الناس انتهى. ثم قال الذهبي في العبر سنة إحدى وثمانين وستمائة : والشيخ زين الدين الزواوي
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ٣٤٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ١٧.