من جماعة ، وحفظ التعجيز لابن يونس ، وتفقه على عمه القاضي جمال الدين ، وتصدّر بالجامع الأموي ، واشتغل بالعلم وأفتى ودرس بالظاهرية البرانية هذه ، وناب في الحكم عن عمه يوما واحدا ، ثم ولي خطابة دمشق في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وأعرض عن الجهات التي في يده ففرقت على الفقهاء ، واستمر في الخطابة إلى حين وفاته مواظبا على الاشتغال والإفناء والعبادة ، وكان معظما جاء إليه السلطان ويلبغا فلم يعبأ بهما وسلم عليهما وهو بالمحراب. ذكره الذهبي في المعجم المختص وقال : شارك في الفضائل ، وعني بالرجال ، ودرّس واشتغل ، وتقدم مع الدين والتصوف ، توفي في شهر رمضان سنة أربع وستين وسبعمائة. وقال السيد في آخر ذيله : في هذه السنة توفي الخطيب الإمام العلامة القدوة جمال الدين بن جملة أحد الأعيان ، تفقه بعمه قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن إبراهيم بن جملة ، روى عن جماعة منهم القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة الحنبلي ، وناب في الحكم يوما واحدا ، ودرس بالظاهرية البرانية ، وأعاد بعدة مدارس ، وأفتى واشتغل وألف كتبا كثيرة ، وكان ملازما لبيته وهو مشتغل بما يعنيه ، وكان محبا للفقراء دينا صينا ، وباشر خطابة الجامع الأموي بعد الشيخ تاج الدين عبد الرحيم ابن القاضي جلال الدين القزويني ، وكانت وفاته رحمهالله تعالى في العشرين من شهر رمضان. وولي الخطابة بعده قاضي القضاة شيخ الإسلام تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن السبكي ، وكان مولد الخطيب المذكور سنة سبع وسبعمائة ، وكانت جنازته حافلة انتهى. ثم ولي تدريسها الحافظ شهاب الدين ابن حجي ، وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الأتابكية انتهى. وقال الأسدي في سنة تسع وثمانمائة : وفي صفر اصطلح الشيخ شهاب الدين بن حجي والقاضي علاء الدين بن أبي البقا على أن الخطابة والغزالية ونظر الحرمين يكون بينهما نصفين ، ونزل القاضي لشيخ عن تدريس الظاهرية البرانية ونظرها وتهايا في الخطابة كل شهر يخطب واحد انتهى. ثم ولي تدريسها بعد وفاته المتقن علاء الدين بن سلام ، نزل له قاضي القضاة نجم الدين بن حجي بعد وفاة أخيه الشيخ شهاب الدين عنه. وقد تقدمت ترجمة علاء الدين هذا في المدرسة