قاضي القضاة المالكية وعليه خلعة أيضا ، وقد شكر إمام الدين في السفر وذكر من حسن أخلاقه ورياضته ما هو حسن جميل ، ودرس بالعادلية بكرة يوم الأربعاء منتصف شهر رجب ، وأشهد عليه بعد الدرس بتولية أخيه جلال الدين نيابة الحكم ، وجلس في الإيوان الصغير وعليه الخلعة ، وجاء الناس يهنونه ، وقرىء تقليده يوم الجمعة بالشباك الكمالي بعد الصلاة بحضرة نائب السلطنة سيف الدين قبجق المنصوري.
وقال في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة : وكانت ولاية القاضي جمال الدين الزرعي لقضاء الشام عوضا عن نجم الدين بن صصري في يوم الجمعة رابع عشرين جمادى أو ربيع الأول وخلع عليه بمصر ، وكان قدومه إلى دمشق آخر نهار الأربعاء رابع جمادى الأولى ، فنزل بالعادلية ، وقد قدم على القضاء ، ومشيخة الشيوخ ، وقضاء العساكر ، وتدريس العادلية والغزالية والأتابكية انتهى. وقال في سنة أربع وعشرين : وقدم البريد إلى نائب الشام ـ يعني تنكز ـ يوم الجمعة خامس عشرين شهر ربيع الآخر بعزل قاضي الشافعية الزرعي ، فبلغه ذلك ، فامتنع بنفسه من الحكم ، وأقام بالعادلية بعد العزل خمسة عشر يوما ، ثم انتقل منها إلى الأتابكية ، واستمرت بيده مشيخة الشيوخ وتدريس الأتابكية. واستدعى نائب السلطنة شيخنا الإمام الزاهد برهان الدين الفزاري ، فعرض عليه القضاء فامتنع فألحّ عليه بكل ممكن فأبى. إلى أن قال : فلما كان يوم الجمعة قدم البريد دمشق ، فأخبر بتولية قضاء الشام لجلال الدين القزويني ، ثم دخل دمشق في خامس شهر رجب على القضاء مع الخطابة وتدريس العادلية والغزالية ، فباشر ذلك كله ، وأخذت منه الأمينية ، فدرّس بها كمال الدين بن القلانسي مع وكالة بيت المال ، وأضيف إليه قضاء العساكر ، وخوطب بقاضي القضاة جلال الدين القزويني انتهى. وقال في سبع وعشرين وسبعمائة : فلما كان شهر ذي القعدة اشتهرت تولية علاء الدين علي ابن إسماعيل القونوي قضاء الشام فسار إليها من مصر ، وزار بيت المقدس ، ودخل بكرة يوم الاثنين سابع عشرين ذي القعدة ، فاجتمع بنائب السلطنة.