بها نجم الدين بن سني الدولة ، ثم بعده شمس الدين بن خلكان ، ثم من بعده قاضي القضاة بدمشق عز الدين محمد بن شرف الدين عبد القادر ابن الصائغ وهو مستمرّ بها إلى الآن انتهى. ودرس بها قاضي القضاة بهاء الدين بن الزكي ، وقد مرت ترجمته في المدرسة التقوية. ودرس بها قاضي القضاة نجم الدين بن صصري ، وقد مرّت ترجمته في المدرسة الأتابكية. قال ابن كثير في سنة أربع وسبعمائة : وفي شهر رجب جلس قاضي القضاة نجم الدين بن صصري بالمدرسة العادلية الكبرى ، وعملت التخوت بعد ما جدّدت عمارة المدرسة ، ولم يكن أحد يحكم بها بعد وقعة قازان بسبب خراجها. انتهى بعد أن قال في سنة ثلاث وتسعين وستمائة : وفي يوم الأربعاء ثامن ذي القعدة درس بالغزالية الشيخ شرف الدين المقدسي عوضا عن قاضي القضاة شهاب الدين الخويي لما توفي وترك الشامية البرانية. وقدم على قضاء الشام القاضي بدر الدين بن جماعة يوم الخميس رابع عشرين ذي الحجة ونزل في العادلية. إلى أن قال : واستناب تاج الدين الجعبري (١) نائب الخطابة ، وباشر تدريس الشامية البرانية عوضا عن شرف الدين المقدسي ، الشيخ زين الدين الفارقي ، وانتزعت من يده الناصرية ، فدرّس بها ابن جماعة ، وبالعادلية في العشرين من ذي الحجة. وقال في سنة ست وتسعين وستمائة : ولما كان في جمادى الآخرة وصل البريد فأخبر بولاية إمام الدين القزويني القضاء بالشام عوضا عن بدر الدين بن جماعة ، وإبقاء ابن جماعة على الخطابة ، وتدريس القيمرية التي كانت بيد إمام الدين ، وجاءه كتاب السلطان بذلك وفيه احترام وإكرام له ، فدرس بالقيمرية يوم الخميس ثاني شهر رجب ، ودخل إمام الدين إلى دمشق عقب صلاة الظهر يوم الأربعاء الثامن من شهر رجب ، فجلس بالعادلية وحكم بين الناس ، وامتدحه الشعراء ، منها قصيدة لبعضهم يقول في أولها هذا الشعر وهو :
تبدلت الأيام من عسرها يسرا |
|
وأضحت ثغور الشام تفتر بالبشرى |
وكان حال دخوله عليه خلعة السلطان ، ومعه القاضي كمال الدين الزواوي
__________________
(١) ابن كثير ١٤ : ٤٥.