شمس الدين بن سني الدولة ، ويليه الشيخ خليل قاضي العسكر وتحت الحصيري شمس الدين بن الشيرازي ، وتحته محيي الدين بن الزكي ، وفيه خلق من الأعيان والأكابر ، وفيهم فخر الدين بن عساكر انتهى. والذي رأيته في تاريخ الأسدي : وفيها نقل تابوت الملك العادل إلى تربته وألقى الدرس بمدرسته القاضي جمال الدين المصري ، وجلس الملك المعظم وجلس المدرس عن يسار السلطان ، وعن يمينه شيخ الحنفية جمال الدين الحصيري ، ويليه فخر الدين ابن عساكر شيخ الشافعية ، ثم القاضي شمس الدين الشيرازي ، ثم محيي الدين بن الزكي ، وتحت المدرس السيف الآمدي ، ثم القاضي شمس الدين بن سني الدولة ، ثم نجم الدين خليل قاضي العسكر ، ودارت حلقة عظيمة والخلق ملء الايوان ، وكان قبالة الملك المعظم في الحلقة تقي الدين بن الصلاح ، ولم تكن المدرسة كملت بعد ، وقد تكامل بناؤها في السنة الآتية انتهى ، وقد مرت ترجمة القاضي جمال الدين المصري في المدرسة الأمينية. ثم درس بها بعده قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خليل الخويي (١) ، وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وستمائة ، وكانت بقيت على ولده ، فوليها رفيع الدين الجيلي غصبا ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الأمينية أيضا. قال الذهبي في مختصر تاريخ الإسلام في سنة إحدى وأربعين وستمائة : وفيها قتل قاضي دمشق الرفيع الجيلي أهلك سرا لقلة دينه ولأخذه أموال الناس بالزور ، أقام شهود زور ، وأناسا يدعون على الرجل المتوّل بمبلغ من المال ، فينكر ويحلف ، فيحضر المدعي الشهود الكذبة ، فيلزمه المال ، فيصيح ويستغيث بالله ، فيقول الجيلي : أخرج على رضى غريمك ، فخرب ديار الناس حتى قصمه الله تعالى ، وكان معاملا ذلك للوزير انتهى. ثم ذكر فيها الدرس القاضي كمال الدين عمر أبو حفص بن بندار (بباء موحدة بعدها نون ساكنة) ابن عمر التفليسي ، ولد سنة اثنتين وستمائة تقريبا ، نيابة عن قاضي القضاة شهاب الدين الخويي ، ثم اشتغل بها كمال الدين المذكور إلى أن توجه إلى الديار المصرية ، وتوفي بها في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين وستمائة. وقال ابن شداد : وذكر الدرس
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ١٨٣.