ودفن بمقبرة الصوفية. ثم درّس بها بعده ولده قاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب ، وقد تقدمت ترجمته في المدرسة الشامية البرانية. وقال تقي الدين الأسدي في ذيله في شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين وثمانمائة : وفي يوم الأحد سابعه درس شهاب الدين أحمد ابن القاضي تاج الدين بن الزهري بالعادلية الصغرى ، وحضر قاضي القضاة والفقهاء ، وكان المذكور لما توفي والده لم يكن له اشتغال بالعلم إلا شيء يسير ، وكان سيء السيرة ، فلما مات والده حجّ وأظهر أنه قد حسنت طريقته ، وأقبل على الاشتغال بالعلم ، وحضر هذا الدرس انتهى. وشهاب الدين هذا قرأ بعض التمييز واشتغل يسيرا في حياة والده ثم لما مات والده أقبل على سماع الحديث ، واستقرّ هو وأخوه جلال الدين في جهات أبيهما مع كثرتها ، لم يخرج عنهما إلا تدريس الشامية البرانية ، ولبس خلعة بقضاء العسكر في سنة خمس وعشرين وباشر أياما ، ثم ترك المباشرة ، وتوفي مطعونا يوم الثلاثاء ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة. ثم قال الأسدي في ذيله في شهر ربيع الأول منها : وفي يوم رابع عشره درس جلال الدين محمد ابن القاضي تاج الدين بن الزهري بالعادلية الصغرى ، وحضر قاضي القضاة والفقهاء ، وهذا أصغر من أخيه وأصلح ، وقد قرأ التمييز ، وجمع الجوامع ، وعنده ذكاء ، وله اشتغال ما انتهى. وأعاد بالعادلية هذه الامام العلامة الخير الفقيه المحدث النحوي بدر الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الكريم بن عساكر بن سعد بن أحمد بن محمد بن سالم بن مكتوم السويدي الأصل الدمشقي المعروف بابن مكتوم ، ميلاده سنة بضع وأربعين وسبعمائة ، وسمع من جماعة ، وحفظ التنبيه ثم الحاوي ، وطلب الحديث وقرأ بنفسه ، وكان يقرأ صحيح البخاري بالجامع في شهر رمضان بعد الظهر مدة. قال الحافظ شهاب الدين بن حجي : وهو رجل فاضل ، قرأ الفقه على والدي وعلى الحسباني ولازمه ، وقرأ في النحو على أبي العباس أحمد العنابي ، وبرع فيه وتصدّر للاشتغال بالجامع خمس عشرة سنة ، وكان يفتي بأجرة ، وأعاد بالناصرية