والعادلية ، وولي مشيخة النحو بالناصرية أيضا ، وكان رجلا خيرا عنده ديانة وله عبادة من صوم وصلاة وقراءة انتهى.
وقال الشيخ تقي الدين الأسدي : وكان فيه إحسان إلى طلبة العلم والفقهاء يضيفهم ويفطرهم في شهر رمضان ، وله برّ وصلة لأقاربه ، وتقلل في ملبسه ، ويشتري حاجة بيته بنفسه ويحملها ، وهو قليل المخالطة بالفقهاء وغيرهم ، توفي في جمادى الأولى سنة سبع (بتقديم السين) وتسعين وسبعمائة ، ودفن بمقبرة باب الصغير عند والده وعمه عند قبر الشيخ حماد. وقال الشيخ تقي الدين بن قاضي شهبة في شهر رجب سنة اثنتين وثلاثين : وممن توفي فيه الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن حسن بن الصيدلاني الشافعي ، أصله من بزبور من بلاد صيدا ، ثم قدم دمشق ، وقرأ القرآن واشتغل بالعلم ، وصحب الشيخ شمس الدين الصلخدي ولزمه مدة ، وكان يحفظ كثيرا من أحواله وفوائده ، وخدم الشيخ شهاب الدين الزهري وانتفع به ، ودام في صحبة أولاده وأصحابه ، وكان فيه خصال محمودة ، كريم النفس مع قلة ذات اليد ، ومحبّة طلبة العلم ومساعدتهم بما تصل إليه قدرته ، والمروءة الزائدة على عادة أهل البرّ وتلاوة القرآن وقيام الليل كل ليلة بثمن ختمة ، لا يترك ذلك حضرا ولا سفرا ، وكان صادق اللهجة ، قليل الغيبة ، لا أعلم في طائفة الفقهاء نظيره ، ولي كتابة الغيبة بالشامية البرانية ونقابة الفقهاء بها مدة طويلة ، وولي إعادة العادلية الصغرى ، وتصديرا بالجامع الأموي ، وكان مستمرا على طلب العلم إلى أن توفي في سحر ليلة الأربعاء مستهل الشهر بمسكنه بخانقاه الطواويس ، ودفن من الغد بمقبرة الصوفية عند القاضي شهاب الدين الزهري وولديه والشيخ شهاب الدين بن نشوان رحمهمالله تعالى.
(فائدة) : قال ابن كثير في سنة خمس وثلاثين : تاج الدين علي بن إبراهيم بن عبد الكريم المصري ويعرف بكاتب قطلوبك ، وهو والد العلامة فخر الدين شيخ الفقهاء الشافعية ومدرسهم في عدة مدارس ووالده هذا لم يزل في الخدمة والكتابة إلى أن توفي عنده بالعادلية الصغرى ليلة الثلاثاء ثالث