عز الدين ، ثم من بعده تاج الدين بن جهبل ، ثم من بعده محيي الدين ولده وتوفي بها ، ثم وليها بعده ابنه ، ولم يزد على ذلك ، وإنما بناها نور الدين محمود ابن زنكي الشهيد رحمهالله تعالى برسم خطيب دمشق أبي البركات بن عبد الحارثي ، وهو أول من درس بها. قال الذهبي فيمن مات سنة اثنتين وستين وخمسمائة : وفيها توفي خطيب دمشق أبو البركات الخضر بن شبل بن عبد الحارثي الدمشقي الفقيه الشافعي ، درّس بالغزالية والمجاهدية ، وبنى له نور الدين محمود رحمهالله تعالى مدرسته التي عند باب الفرج ، فدرس بها ، وتعرف الآن بالعمادية ، [وقرأ] على أبي الوحش سبيع صاحب الأهوازي ، وسمع من أبي الحسن علي بن الموازيني ، توفي في ذي القعدة. وقال الأسدي في سنة اثنتين وستين وخمسمائة : الخضر بن شبل بن عبد الفقيه الشافعي أبو البركات الحارثي الدمشقي ، خطيب دمشق ومدرّس الغزالية والمجاهدية ، ولد في شعبان سنة ست وثمانين ، وقرأ على أبي الوحش سبيع ، وسمع منه ومن أبي القاسم النسيب ، وأبي طاهر الحنائي ، وأبي الحسن علي الموازيني ، وجماعة كثيرة ، وصحب أبا الحسن بن قيس ونفقه على جمال الاسلام ، وأبي الفتح نصر الدين المصيصي ، روى عنه ابن عساكر وابنه وزين الأمناء ، وأبو نصر بن الشيرازي وآخرون ، وكان فقيها إماما كبير القدر بعيد الصيت ، بنى نور الدين رحمهالله تعالى مدرسة عند باب الفرج وجعله مدرسها. قال ابن عساكر : كتب كثيرا من الحديث والفقه ، ودرس سنة ثمان عشرة ، وكان سديد الفتوى ، واسع المحفوظ ، ثبتا في الرواية ، ذا مروءة ظاهرة ، لزمت دروسه مدة ، وعلقت عنه في مسائل ، وكان عالما بالمذهب يتكلم في الأصول والخلاف ، توفي في ذي القعدة ، ودفن رحمهالله تعالى بباب الفراديس انتهى. وقال فيها : وفي شعبان منها كان قدوم العماد الكاتب من بغداد إلى دمشق فأنزله القاضي كمال الدين الشهرزوري بالمدرسة النورية داخل باب الفرج فنسبت إليه لسكناه بها ، فيقال لها العمادية ، ثم ولي تدريسها وولي عماد الدين كتابة الانشاء لنور الدين رحمهالله تعالى انتهى. وقال الأسدي في تاريخه في سنة سبع وتسعين : العماد الكاتب