محمد بن محمد بن حامد بن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمود بن هبة الله بن أله (بفتح الهمزة وضم اللام وتسكين الهاء) ، ومعناه بالعربي العقاب الامام العلامة المنشئ البليغ الوزير عماد الدين أبو عبد الله الأصبهاني الكاتب المعروف بابن أخي العزيز ، ولد بأصبهان سنة تسع عشرة ، وقدم بغداد وهو ابن عشرين سنة أو نحوها ، وتفقه بالنظامية على أسعد الميهني وأبي منصور الرزاز ، وأتقن الخلاف والنحو والأدب ، وسمع من ابن الرزاز ، وأبي منصور بن خيرون (١) ، وعلي بن عبد السلام (٢) ، وأبي القاسم ابن الصباغ (٣) وطائفة ، ورجع إلى أصبهان سنة ثلاث وأربعين. وقد برع في العلوم ، فسمع بها ، وقرأ الخلاف على أبي المعالي الوركاني (٤) ، ومحمد ابن عبد اللطيف الخجندي (٥) ، ثم عاد إلى بغداد وتعانى الكتابة والتصرف ، وسمع بالثغر من السلفي ، واجاز له ابن الحصين والغراوي (٦) ، وروى عنه ابن خليل ، والشهاب القوصي ، وشرف الدين محمد بن إبراهيم الأنصاري وطائفة. قال ابن خلكان : كان شافعيا ، تفقه بالنظامية ، وأتقن الخلاف وفنون الأدب ، وولاه ابن هبيرة (٧) نظر البصرة ، ثم واسط ، ثم انتقل إلى دمشق في سنة اثنتين وستين ، واتصل بالسلطان نور الدين رحمهالله تعالى بطريقة الأمير نجم الدين أيوب ، وكتب الانشاء ، وعلت منزلته عنده ، وفوّض إليه تدريس المدرسة المعروفة بالعمادية ، فلما توفي نور الدين رحمهالله تعالى خرج إلى العراق ، فلما وصل إلى الموصل مرض ، فلما بلغه أخذ صلاح الدين دمشق عاد إلى دمشق في سنة سبعين وقصد صلاح الدين ومدحه ولزم ركابه ، فاستكتبه واعتمد عليه وقرب منه حتى صار يضاهي الوزراء ، وكان القاضي الفاضل ينقطع عن خدمة السلطان في مصالح الديار المصرية ، فيقوم العماد مقامه ، وكان بينه وبين القاضي الفاضل مخاطبات ومحاورات ومكاتبات. قال ابن خلكان : ولم ينزل
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ١٢٥.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ١٢٢.
(٣) شذرات الذهب ٤ : ١٣١.
(٤) شذرات الذهب ٤ : ١٨٧.
(٥) شذرات الذهب ٤ : ١٦٣.
(٦) شذرات الذهب ٤ : ٩٦.
(٧) شذرات الذهب ٤ : ١٩١.