الغزي في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعين ، والقاضي شمس الدين هذا هو الامام العلامة أبو عبد الله محمد بن خلف بن كامل بن عطاء الله الغزي ثم الدمشقي ، ميلاده سنة ست عشرة وسبعمائة ، بغزة ، وقدم دمشق واشتغل بها ، ثم رحل إلى القاضي شرف الدين البارزي ، فتفقه عليه وأذن له بالافتاء ، ثم عاد إلى دمشق وجدّ واجتهد وسمع الحديث ودرس وأعاد ، وناب للقاضي تاج الدين بن السبكي ، وترك له تدريس الناصرية هذه ، وقد كان في محنة القاضي تاج الدين المذكور قام قياما عظيما وخانق عنه ، وأخذ البلقيني منه تدريس الناصرية هذه ، ثم استعادها منه بمرسوم السلطان ، توفي في شهر رجب سنة سبعين وسبعمائة ، ودفن بتربة السبكيين. ثم درّس بها بعد وفاته العلامة شمس الدين بن خطيب يبرود دون سنة ، ثم تركها لما ولي تدريس الشامية البرانية ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الدماغية. ثم ولي تدريسها قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء بن السبكي مع قضاء الشام ثاني مرة ، وقد مرت ترجمته في دار الحديث الأشرفية الدمشقية. ثم ولي تدريسها العلامة زين الدين الملحي. ثم درّس بها مع القضاء ولي الدين أبو ذر عبد الله ولد القاضي بهاء الدين أبي البقاء المذكور ، وقد مرت ترجمته وترجمة الشيخ زين الدين في دار الحديث المذكورة. ثم تركها القاضي ولي الدين هذا للمفنن فتح الدين بن الشهيد ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الظاهرية الجوانية ، وقد مرّ في المدرسة الأمجدية أن تدريس هذه المدرسة ونظرها تولاهما السيد ناصر الدين محمد ابن نقيب الأشراف. ثم وليهما بعد موته أخوه شهاب أحمد ، وقد تقدمت ترجمة الاثنين هناك. ثم قاضي القضاة شهاب الدين الحسباني بعد عزله من القضاء أخذ من السلطان الخليفة نصف الناصرية عوضا عن ابن نقيب الأشراف فوقف لنوروز نائب الشام بسببها ، فرسم بردها إليه فلم يمكن الحسباني منها ، كذلك ذكره ابن قاضي شهبة في يوم الأحد سادس عشر شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وثمانمائة. ثم قال في شوال سنة ثلاث وعشرين وثمانمائة ، وفي يوم الأحد سادس عشريه درس قاضي القضاة الشافعي يعني نجم الدين بن حجي بالمدرسة