وقال ابن شداد : اذكر من درس بها الذي تحقق منهم : زكي الدين زكريا بن عقبة. ثم من بعده صفي الدين يحيى بن فرج بن عتاب الحنفي البصروي المعروف بالأسود ، وهو مستمرّ بها إلى الآن انتهى. وقال الحافظ البرزالي في تاريخه في سنة احدى وثلاثين وسبعمائة : وفي ليلة الثلاثاء ثالث عشر ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه الامام العالم العدل الرضي شمس الدين محمد بن علي ابن هاشم بن جبريل بن ذرع الحنفي ، وصلي عليه ظهر الثلاثاء بجامع دمشق ، ودفن بسفح قاسيون بتربة الشيخ موفق الدين ، وكان يوما مطيرا ، وكان رجلا جيدا فقيها فاضلا [عدلا] محترما فقيها بالمدارس ، وله تدريس بالصالحية بمدرسة صغيرة تعرف بالبدرية ، وله مركز يجلس فيه مع الشهود تحت الساعات ، وأذن له في الفتوى ، وكان يسكن بخانقاه الشنباشي بحارة البلاطة وهناك مات ، وسمع من الشرف أحمد بن عساكر ، والكمال تمام الحنفي وجماعة انتهى. ومن خطه نقلت.
٩٢ ـ المدرسة البلخية
كانت تعرف قديما بخربة الكنيسة ، وتعرف أيضا بدار أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه ، أنشأها الأمير ككز الدقاقي بعد سنة خمس وعشرين وخمسمائة للشيخ برهان الدين أبي الحسن علي البلخي (١) ، قاله ابن شداد وقال الذهبي في العبر في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة : وابو الحسن البلخي علي بن الحسن الحنفي الواعظ الزاهد ، درس بالصادرية ، ثم جعلت له دار الأمير طرخان مدرسة ، وقام عليه الحنابلة لأنه تكلم فيهم ، وكان يلقب برهان الدين ، وكان زاهدا معرضا عن الدنيا ، وهو الذي قام في إبطال (حيّ على خير العمل) من حلب ، وكان معظما مفخما في الدولة ، درس أيضا بمسجد خاتون ، ومدرسته داخل الصادرية انتهى.
قلت : وبابها الآن إليها ، وكان بابها عند الحمام بباب البريد. وقال الذهبي
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ١٤٨.