خرج إلى المصاف وشهد الغزاة ، فكان ذلك آخر العهد به في سنة تسع وتسعين وستمائة. قال الشيخ شمس الدين : والأصح أنه لم يقتل بالغزو ، وصحّ بروزه مع المنهزمين بناحية الجرديين ، وأنه أسر مع الفرنج وأدخل إلى قبرس هو وجمال الدين المطروحي ، وقيل إنه تعاطى الطب والعلاج ، وإنه جلس يطيب بقبرس ، وهو في الأسر ، ولكن لم يثبت ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم. قلت : ولما كان بدمشق سنة خمس وثلاثين وسبعمائة جاء الخبر إلى ولده القاضي جلال الدين ، فأشاع بدمشق أن والده القاضي حسام الدين حيّ يرزق بقبرس ، وأنه يريد الحضور إلى الشام ، ويطلب بما يفك به من الأسر ، ثم أن القضية سكنت ، انتهى كلام الصفدي.
وقال الذهبي في العبر في سنة تسع وتسعين وستمائة : وقاضي القضاة حسام الدين الرازي ثم الرومي الحنفي عدم بعد الوقعة ، وتحدث أنه بقبرس ولم يثبت ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم ، وكان هو والمطروحي من أبناء السبعين انتهى. وقال تلميذه ابن كثير في سنة سبع وتسعين وستمائة : وفي عاشر صفر تولى جلال الدين بن حسام الدين القضاء مكان أبيه بدمشق ، وطلب أبوه إلى مصر ، فأقام عند السلطان وولاه قضاء مصر للحنفية ، عوضا عن شمس الدين السروجي (١) ، واستقر ولده بدمشق قاضي قضاة الحنفية ، ودرس بمدرستي أبيه والمقدمية ، وترك مدرسة القصاعين والشبلية انتهى. وقال في سنة ثمان وتسعين وستمائة : وفي العشر الأول من ذي الحجة عاد القاضي حسام الدين الرازي إلى قضاء الشام ، وعزل عن قضاء مصر ، وعزل ولده عن قضاء الشام انتهى. وقال في سنة تسع وتسعين وستمائة وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من شعبان : وولي قضاء الحنفية بدمشق شمس الدين بن الصفي الحريري عوضا عن حسام الدين الرازي فقد يوم المعركة في ثاني شهر رمضان انتهى. وقال فيه أيضا : حسام الدين أبو الفضائل الحسن ابن القاضي تاج الدين أبي المفاخر أحمد بن الحسن بن أنو شروان الرازي الحنفي ، ولي قضاء ملطية مدة عشرين سنة ، ثم
__________________
(١) شذرات الذهب ٦ : ٢٣.