قدم دمشق فوليها مدة ، ثم انتقل إلى مصر فوليها مدة ، وولده جلال الدين بالشام ، ثم صار إلى الشام فعاد إلى الحكم بها ، ثم لما خرج الجيش إلى لقاء قازان بوادي الخزندار عند سلمية خرج معهم ، ففقد من الصف ولم يدر ما خبره ، وقد قارب السبعين ، وكان فاضلا بارعا رئيسا ، له نظم حسن ، ومولده بأفسس من بلاد الروم في المحرم سنة إحدى وثلاثين وستمائة ، قلت : وسلمية هذه ببلاد الشيخ محيي الدين النواوي رحمهالله تعالى انتهى. وفقد يوم الأربعاء الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول منها ، وقد قتل فيه يومئذ من سادات الأمراء خلق. ثم ولي القضاء بعده شمس الدين الحريري انتهى. وقال في سنة سبعمائة : وفي يوم الجمعة ثالث عشرين من ذي القعدة عزل شمس الدين بن الحريري عن قضاء الحنفية بالقاضي جلال الدين بن حسام الدين على قاعدته وقاعدة أبيه ، وذلك باتفاق من الوزير الأمير شمس الدين الأعسر ، ونائب السلطان الأفرم انتهى. وقال في سنة إحدى وسبعمائة : استمرت الخاتونية الجوانية بيد القاضي جلال الدين بن حسام الدين باذن نائب السلطنة انتهى. وقال السيد شمس الدين رحمهالله تعالى في ذيله : ومات بدمشق العلامة قاضي القضاة جلال الدين أبو المفاخر أحمد ابن قاضي القضاة حسام الدين الحسن بن أحمد بن الحسن بن أنو شروان الرازي ثم الدمشقي الحنفي ، عن ثلاث وتسعين سنة ونصف ، حدث عن ابن البخاري وغيره ، ونائب في الحكم بدمشق عن والده ، ثم ولي استقلالا ، ثم عرض له صمم فصرف بالقاضي شمس الدين الحريري ، ودرس بالخاتونية والزنجارية والقصاعين ، وإليه المنتهى في مكارم الأخلاق ، ومحاسن الشيم ، توفي رحمهالله تعالى في شهر رجب سنة خمس وأربعين وسبعمائة ، ودفن بمدرسته التي أنشأها بدمشق المعروفة بالجلالية ، وكانت سكنه رحمهالله انتهى.
وقال تقي الدين بن قاضي شهبة في ذيله في شهر ربيع الأول في سنة خمس وعشرين وثمانمائة : وفي يوم الأحد حادي عشريه حضر ابن القاضي شهاب الدين بن العز بالمدرسة الخاتونية الجوانية ، وحضر عنده القاضي الشافعي