سليمان ، روى الصحيح عن الزبيدي (١) حضورا ، وسمع من ابن اللتي وجعفر وابن المقير وكريمة (٢) وابن الجميزي (٣) والحافظ الضياء. وأجاز له عمر بن كرم (٤) وأبو الوفاء محمد بن محمود بن منده (٥) وشهاب الدين السهروردي (٦) ، وله معجم في مجلدين عمله ابن الفخر ، وكان بصيرا بالمذهب ديّنا متعبدا متواضعا ، كثير المحاسن واسع الرواية أفتى نيفا وخمسين سنة ، وتخرج به الفقهاء انتهى. ثم درس بها ولده بعده عز الدين.
قال الذهبي في تاريخه في سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة : ومات في صفر قاضي الحنابلة عز الدين محمد ابن قاضي القضاة تقي الدين سليمان المقدسي وله ست وثلاثون سنة روى عن الشيخ وعن أبي بكر الهروي وبالاجازة عن ابن عبد الدائم (٧) ودرس بدار الحديث الأشرفية وغيرها ، وكان متوسطا في العلم والحكم متواضعا ، ثم درس بها ولده بعده بدر الدين ، قال الصفدي في حرف الحاء : الحسن بن محمد بن سليمان بن حمزة ابن الشيخ الامام أقضى القضاة بدر الدين ابن قاضي القضاة سليمان المقدسي الأصل ثم الدمشقي ، سمع من جده وعيسى (٨) المطعم ويحيى بن سعد (٩) وغيرهم وحدث ودرس بدار الحديث الأشرفية بالسفح ، وذكر لي جدي الشيخ شرف الدين أنه كان يحفظ شيئا من شرح المقنع للشيخ شمس الدين بن أبي عمر مقدارا ويلقيه في الدرس ويتكلم الحاضرون فيه ودرّس بالجوزية وكان بيده نصف تدريسها وناب في الحكم عن ابن قاضي الجبل بعد عزله بصلاح الدين ابن المنجا ، وقد أعيد بعد وفاته مات ليلة الخميس خامس شهر ربيع الأول سنة سبعين وسبعمائة ، ودفن بالسفح ، ثم استمر كل من تولى قضاء الحنابلة يتولاها وإن لم يكن أهلا
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ١٤٤.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٢١٢.
(٣) شذرات الذهب ٥ : ٢٤٦.
(٤) شذرات الذهب ٥ : ١٣٢.
(٥) شذرات الذهب ٥ : ١٥٥.
(٦) شذرات الذهب ٥ : ١٥٣.
(٧) شذرات الذهب ٦ : ٤٨.
(٨) شذرات الذهب ٦ : ٥٢.
(٩) شذرات الذهب ٦ : ٥٦.