مدة ، ثم اشتغل بقضاء الحنفية أول ما ولي القضاة من المذاهب الأربعة ، ولما وقعت الحوطة على أملاك الناس ، أراد السلطان منه أن يحكم بها بمقتضى مذهبه ، فغضب من ذلك وقال : هذه الأملاك بأيدي أربابها ، وما يحل لمسلم أن يتعرض لها ، ثم نهض من المجلس وذهب ، فغضب السلطان من ذلك غضبا شديدا ، ثم سكن غضبه ، فكان يثني عليه بعد ذلك ويمدحه ويقول : لا تثبتوا كتابا الا عنده ، وكان ابن عطاء من العلماء الأخيار ، كثير التواضع ، قليل الرغبة في الدنيا ، روى عنه ابن جماعة وأجاز البرزالي ، توفي رحمهالله يوم الجمعة تاسع جمادى الأولى ، ودفن بالقرب من المعظمية بسفح قاسيون انتهى. ولم يذكر له تدريسا بهذه المدرسة. ثم درس بها الصاحب محيي الدين بن النحاس ، وقد مرّت ترجمته في المدرسة الزنجارية. ثم درّس بها العلامة ركن الدين السمرقندي. قال الذهبي في مختصر تاريخ الاسلام في سنة إحدى وسبعمائة : في صفر خنق شيخ الحنفية العلامة ركن الدين السمرقندي عبيد الله بن محمد السمرقندي ، مدرس الظاهرية ، وألقي في بركتها ، وأخذ ماله ، ثم ظهر قاتله أنه قيم الظاهرية فشنق على حائطها انتهى. وقال ابن كثير في إحدى وسبعمائة : وفي يوم الثلاثاء عاشر شهر ربيع الآخر شنق الشيخ علي الحوراني بواب الظاهرية على بابها ، وذلك أنه اعترف بقتل الشيخ ركن الدين السمرقندي انتهى. وقال صلاح الدين الصفدي في الوافي : عبيد الله بن محمد السمرقندي الامام العابد شيخ الحنفية ركن الدين البارشاه السمرقندي نزيل دمشق ، مدرس الظاهرية ثم النورية ، وكان من كبار أئمة المذهب ، مكبا على المطالمة والتعليم ، له ورد في اليوم والليلة مائة ركعة ، وله حلقة بالجامع ، أصبح يوما ملقى في بركة الظاهرية ، كأنه خنق بشيء من حطام الدنيا ، وأخذ علي الحوراني قيم دار الحديث بالظاهرية وضرب فأقرّ بقتله ، فشنق بذلك في سنة إحدى وسبعمائة انتهى. ثم درس بها العلامة شمس الدين الحريري ، وهو كما قال الصلاح الصفدي : محمد بن عثمان بن أبي الحسين قاضي القضاة شيخ المذهب شمس الدين بن صفي الدين الأنصاري الحنفي بن الحريري الدمشقي ،