ولد في صفر سنة ثلاث وخمسين ، وتفقه وبرع وحفظ الهداية وغيرها ، وأفتى ودرس وتميز ، مع الوقار والسمت الحسن ، والأوراد وحسن الهدى ، والفتوة والهيبة وانطلاق العبارة ، سمع من أبي اليسر ، وابن عطاء ، والجمال بن الصيرفي ، والقطب بن أبي عصرون وجماعة ، ودرس بأماكن ، ثم ولي القضاء بدمشق مدة. قال ابن كثير في سنة تسع وتسعين : وفي يوم الأحد الحادي والعشرين من شعبان ولي قضاء الحنفية بدمشق شمس الدين بن الصفي الحريري عوضا عن حسام الدين الرازي فقد في المعركة في ثاني شهر رمضان انتهى. ثم قال الصلاح الصفدي : وطلب إلى الديار المصرية وولي بها القضاء ، وكان صارما تولاها بحق ، حميد الأحكام ، قليل المثل ، متين الديانة ، انتقدوا عليه أمورا من تعظيم نفسه ، توفي بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ، وكانت جنازته مشهودة ، وطلب القاضي برهان الدين ابن قاضي الحصن مكانه باشارته. أخبرني الشيخ فتح الدين بن سيد الناس أن المصريين لم يعدوا على القاضي شمس الدين بن الحريري أنه ارتشى في حكومته ، ويقال إنه كان له قلم للعلامة وقلم للتوقيع ، وله أشياء من مراعاة الاعراب في لفظه حتى مع النساء في بيته انتهى. وقال ابن كثير في سنة عشر وسبعمائة : في شهر ربيع الآخر درس القاضي شمس الدين بن أبي العز الحنفي بالظاهرية عوضا عن شمس الدين بن الحريري ، وحضر عنده خاله الصدر علي قاضي قضاة الحنفية وبقية القضاة والأعيان انتهى. وقال في سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة : وممن توفي فيها من الأعيان القاضي شمس الدين بن أبي العز الحنفي أبو عبد الله محمد ابن الشيخ عز الدين أبي العز صالح بن أبي العز بن وهيب الأذرعي الحنفي أحد مشايخ الحنفية وأحد أعيانهم وفضلائهم في فنون من العلوم متعددة ، حكم نيابة نحوا من عشرين سنة ، وكان شديد الأحكام ، محمود السيرة ، جيد الطريقة ، كريم الأخلاق ، كثير البرّ والصلة والإحسان إلى أصحابه وغيرهم ، وخطب بجامع الأفرم مدة ، وهو أول من خطب به ، ودرس بالمعظمية واليغمورية والقليجية والظاهرية ، وكان ناظر أوقافها ، وأذن للناس في الافتاء ، وكان كبيرا معظما مهيبا ، توفي رحمهالله تعالى بعد مرجعه