من الحج بأيام قلائل ، يوم الخميس سلخ المحرم ، وصلي عليه يومئذ بعد الظهر بجامع الأفرم ، ودفن عند المعظمية عند أقاربه ، وكانت جنازته حافلة ، وشهد له الناس بالخير ، وغبطوه بهذه الموتة رحمهالله تعالى ، ودرس بعده في الظاهرية نجم الدين القحفازي ، وفي المعظمية والقليجية والخطابة بالأفرم ابنه علاء الدين. وباشر بعده نائبه الحكم القاضي عماد الدين الطرسوسي مدرّس القلعة انتهى. وقال الذهبي في العبر : في سنة اثنتين وعشرين المذكورة درس بالظاهرية القحفازي بعد موت ابن أبي العز الحنفي انتهى. وقال ابن كثير في السنة المذكورة : وفي يوم الأربعاء سادس صفر درس الشيخ نجم الدين القحفازي بالظاهرية للحنفية ، وهو خطيب جامع دنكز ، وحضر عنده القضاة والأعيان ، ودرس في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) الآية ، وذلك بعد وفاة القاضي شمس الدين بن العز الحنفي في مرجعه من الحجاز. وباشر بعده نيابة القضاء عماد الدين الطرسوسي ، وهو زوج ابنته ، وكان ينوب عنه في حال غيبته ، فاستمر بعده ، ثم ولي الحكم بعده مستنيبه فيها انتهى. وقال السيد الحسيني رحمهالله تعالى في ذيل العبر في سنة خمس وأربعين وسبعمائة : ومات بدمشق شيخ الأدب الامام ذو الفنون نجم الدين علي بن داود بن يحيى بن كامل القرشي القحفازي الحنفي ، خطيب جامع دنكز ومدرس الحنفية بالظاهرية ، سمع من البرهان بن الدرجي (١) وغيره ، ولد سنة ثمان وستين وولي الخطابة بعد القاضي عماد الدين بن العز انتهى. وقال الذهبي في العبر في سنة خمس وعشرين وسبعمائة : ومات بدمشق شيخ الظاهرية عفيف الدين إسحاق بن يحيى الآمدي الحنفي في شهر رمضان عن ثلاث وثمانين سنة ، وروى كثيرا عن ابن خليل وعن عيسى الخياط والضياء صقر (٢) وغيره ، وطلب الحديث ، وحصل أصولا بمروياته ، وخرج له ابن المهندس معجما قرأته عليه ، وكان لا بأس به انتهى. وقال السيد في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة : مات بالقاهرة الشيخ قوام الدين لطف
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٣٧٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ : ٢٦١.