لم يتكلم حتى مات ، ودفن بباب النصر بمصر ، ثم نقل إلى تربته التي فوق الوراقة ، وإنما أرخ السبط وفاته في سنة سبع وأربعين فالله سبحانه وتعالى أعلم. وقال ابن كثير في سنة أربع وخمسين وستمائة : الأمير مظفر الدين إبراهيم ابن صاحب صرخد عز الدين ايبك استادار المعظم واقف العزيتين الجوانية والبرانية على الحنفية ، ودفن عند والده بالتربة تحت القبة عند الوراقة انتهى. ثم قال القاضي الحلبي : أول من ذكر بها الدرس شمس الدين ابن فلوس ، وكان رجلا فاضلا إلى أن توفي. ثم من بعده رشيد الدين الغزنوي. ثم من بعده تاج الدين العتابي. ثم من بعده فخر الدين ابن الصلاح إلى أن توفي. ثم درّس بعده شمس الدين يوسف سبط ابن الجوزي. ثم من بعده ولده عز الدين إلى أن توفي. وكان ينوب عنه فيها كمال الدين علي بن عبد الحق. ثم تولاها بعده الشيخ برهان الدين محمد بن علي بن سفيان الترمذي ، إلى أن انتقل إلى قضاء الحصن بعد أخذه من الفرنج المخذولين. ثم تولى بعده عز الدين إسحاق المعروف بالعباس ، وهو مستمر بها إلى الآن انتهى ، وقد مرت ترجمة السبط في المدرسة البدرية.
وأما ولده ، فقال الصفدي : عبد العزيز بن يوسف عز الدين ابن الشيخ شمس الدين سبط بن الجوزي رحمهماالله تعالى. كان قد درّس مكان أبيه بعده بالمدرسة العزية التي فوق الميدان الكبير ، ودفن عند أبيه بجبل قاسيون لما مات في سلخ شوال سنة ستين وستمائة انتهى. ثم درس بها الشيخ جلال الدين الخجندي ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الخاتونية البرانية. ثم درس بها الشيخ شرف الدين نعمان ، وقد مرت ترجمته في المدرسة الجوهرية. وقال تقي الدين بن قاضي شهبة في محرم سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة من ذيله لتاريخ شيخه : وفي يوم الأربعاء خامسه درس قوام الدين الرومي الحنفي بالمدرسة العزية البرانية ، وحضر عنده قاضي القضاة الشافعي يعني نجم الدين بن حجي وغيره ، وكان هذا الرجل بمصر وولي قضاء العسكر ، ثم غضب عليه السلطان وأخرجه إلى القدس ، فأقام نحو سنة على ما بلغني ، ثم قدم دمشق