وهو متزوج بنت المقرئ شمس الدين بن الجزري ، فسعى وأخذ تصدير ابن الجزري بالجامع ، وجلس يشتغل ، وله يد في العلوم العقلية وتودد إلى النائب ، ثم أعطي نصف تدريس هذه المدرسة عن ابن القطب وابن الخشاب ، وكان ذاك تلقاها عن أبيه ، وهذا عن أخيه ، ولم يحضر بها أحد من الأربعة ، فأعطيت لهذا بحكم عدم أهلية المذكورين ، وبلغني أيضا أنه أعطي الفرخشاهية وغيرها من الجهات التي بيد ابن الخشاب ، بحكم أنه أخذ وقف المدرسة العزية الجوانية في المدة الماضية ، وطلب منه العمارة في العام الماضي فعجز وسجن بالقلعة مدة ، وأخرجت جهاته. ودرس في النصف الآخر شمس الدين بن الجزري ، وكان هذا النصف قد تلقاه في سنة عشرين شخص لا أهلية له عن شرف الدين نعمان ، ولم يباشر ، ثم نزل عنه في هذا الوقت لهذا الرجل انتهى. ثم قال فيه أيضا في شوال سنة سبع وعشرين : وفي يوم الاثنين سابعه سافر إلى مصر الشيخ المعمر المقرئ شمس الدين ابن الجزري ومعه الشيخ قوام الدين ابن قاسم العلائي الحنفي ، كان قد قدم من سنين من مصر ، وجلس للاشتغال بالجامع الأموي ، ودرّس بالعزية البرانية ، وولي خدمة الجيش وغير ذلك ، فنزل عن جهاته وتوجه إلى مصر انتهى. وقال في شعبان سنة سبع وعشرين المذكورة : وممن توفي فيه الشيخ العالم شمس الدين أبو عبد الله محمد بن شهاب الدين أحمد بن زين الدين المبارك الحموي الأصل الحنفي المعروف بابن الجزري بلغني أنه قرأ على الشيخ شرف الدين بن منصور وغيره من أشياخ الحنفية بدمشق ، وأقام بحماة مدة طويلة ، ثم سكن بعد الفتنة بمصر ، وتاب بها القضاء الحنفي ، ثم قدم دمشق من سنين ، واستنزل عن تصدير الجامع الأموي وجلس للاشتغال ، وحصل له نصف تدريس العزية البرانية ، وكان مشاركا في فنون ويده في الفقه ضعيفة ، وكان ضعيف البنية كثير الأمراض ، توفي بمنزله بالعزية البرانية يوم الأربعاء خامس عشر الشهر ، وصلى عليه بجامع يلبغا ، ودفن بالمقبرة التي سبّلها السلطان الملك الأشرف غربي خانقاه عمر شاه ، وأظنه جاوز السبعين ، وكان قد اتقى ، وكان يتهم بمال فلم