يظهر طائل على ما بلغني ، وكان أخوه زين الدين قاضي حماة الشافعي ، وكان قد قدم إليه في ضعفه ، فنزل عن التصدير وأمضى النزول ، ثم خرج عنه لغيبته بحماة ، يعني سمى فيه قوام الدين قاسم العلائي عند النائب ، ولهذين الأخوين أخ ثالث يقال له علاء الدين هو الأوسط ، بلغني أنه فاضل يستحضر في الروضة كثيرا ، ويفتي بحماة انتهى. ثم قال فيه أيضا في شعبان سنة ثمان وعشرين وثمانمائة : الشيخ شهاب الدين أحمد بن الفصيح الحنفي ، كان قبل الفتنة يشهد بالمدرسة النورية عند القاضي الحنفي ، ثم توجه إلى مصر ودخل في الأكابر ، وكان له وجاهة عند القاضي صدر الدين بن الآدمي ، وكان بينهما قرابة ، وعند القاضي ناصر الدين بن الفصيح البارزي ، وحصل له بسبب ذلك وظائف ، منها خدامة الخانقاه البيبرسية ، ونصف خدمة الخانقاه السميساطية ، ونصف تدريس بالعزية البرانية ، وعمل نقابة قاضي القضاة شهاب الدين ابن حجي ، وكان عنده عقل وسياسة ، توفي بالقاهرة وقد قارب السبعين أو جاوزها ، واستقر عوضه في جهاته ولده ، ووصل الخبر بوفاته إلى دمشق في يوم الأحد رابع عشره انتهى ، وقد مرّ في الجوهرية أنه ولي نصف تدريس العزية هذه عنه ابن عوض ، وولي مشيخة الحديث بهذه المدرسة جماعة منهم ابن صابر. قال الذهبي في العبر في سنة سبع وثلاثين وستمائة : وأبو طالب بن صابر الدمشقي محمد بن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر السلمي الصوفي ، روى عن أبيه وجماعة ، وصار شيخ الحديث بالعزية. قال ابن النجار : لم أر إنسانا كاملا غيره ، زاهدا عابدا ورعا كثير الصلاة والصوم ، توفي في سابع المحرم انتهى. ومنهم ابن المظفر. قال السيد الحسيني في ذيل العبر في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة : ومات الحافظ المفيد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن المظفر النابلسي سبط الزين خالد ، ولد سنة خمس وسبعين في شهر رمضان ، وسمع من زينب بنت مكي (١) وابن الواسطي (٢) وخلق ورحل وقرأ وكتب وعني بهذا الشأن ، وولي مشيخة العزية
__________________
(١) شذرات الذهب ٥ : ٤٠٤.
(٢) شذرات الذهب ٦ : ٢٤.