الدين دمشق ، فخرج صاحبها أبق ووزيره وخضعا : فرقّ إليهما وخلع عليهما ، ورد إلى حلب فأحبه الناس. وقال في سنة خمسين وخمسمائة : وفيها غزا نور الدين الفرنج وافتتح حصونا ، وسار إلى أن وصل إلى قونية وعظم شأنه وبعد صيته ، فلقبه المقتفي (١) بالملك العادل. وقال في سنة خمس وستين وخمسمائة : وصاحب الموصل قطب الدين مودود أخو نور الدين تملك بعد اخيه غازي انتهى. وقال شيخنا في كواكبه في سنة تسع وستين وخمسمائة : فلما كان يوم الأربعاء الحادي والعشرين من شوال من هذه السنة قبض الله روحه ـ يعني نور الدين ـ رحمهالله تعالى وقت طلوع الشمس عن ثمان وخمسين سنة ، مكث فيها في الملك ثمان وعشرين سنة ، وصلي عليه بجامع القلعة ، ودفن بالقلعة ، ثم نقل إلى تربة تجاور مدرسته التي بناها لأصحاب أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه جوار الخواصين ، وكانت دار سليمان بن عبد الملك بن مروان ، وقبره يزار ، وتخلق شبابيكه وتطيب ، ويتبرك به كل مار ويقول قبر نور الدين الشهيد ، لما حصل له من الخوانيق ، وكذا يقال لأبيه الشهيد لأنه قتل ظلما ، وفيها بويع بعد موت نور الدين لولده الملك الصالح إسماعيل ، وكان صغيرا لم يبلغ الحلم ، وجعل أتابكه الأمير شمس الدين بن المقدم ، وحلف له الأمراء والمقدمون بدمشق ، وأطاعه الناس في سائر بلاد الشام ، وأطاعه صلاح الدين وخطب له بها ، وضربت السكة باسمه فيها ، ومات الصالح سنة سبع وسبعين وخمسمائة. وقد ذكر صلاح الدين الصفدي رحمهالله تعالى ترجمة زنكي والد نور الدين رحمهماالله تعالى فقال : زنكي بن آقسنقر بن عبد الله الملك المنصور عماد الدين أبو الجود المعروف والده بالحاجب ، كان والده صاحب الموصل ، وتقدم ذكر أبيه ، وكان من الأمراء المتقدمين ، وفوض إليه السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي (٢) ولاية بغداد سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ، وكان لما قتل آقسنقر البرسقي ورد مرسوم السلطان من خراسان بتسليم الموصل إلى دبيس بن صدقة (٣)
__________________
(١) شذرات الذهب ٤ : ١٧٢.
(٢) شذرات الذهب ٤ : ٧٦.
(٣) شذرات الذهب ٤ : ٩٠.